"إن مؤتمر الرواية العربية يعد من أكبر المؤتمرات التى ترسخ للتواصل الثقافى بين مصر والعالم العربى، ويعد أكبر ملتقى للروائيين والنقاد العرب لمناقشة قضايا الرواية بصفة عامة"، هكذا تحدث الأستاذ الدكتور أحمد درويش، مقرر اللجنة المكلفة بالإعداد لمؤتمر الرواية العربية، وكلامه صدق، حتى أنه يمكن القول إن مثل مؤتمر الرواية ومؤتمر الشعر ومن قبلهما معرض القاهرة الدولى للكتاب، كل ذلك يمثل جزءا من هوية مصر الثقافية، ولا يمكن غيابها و إلغاؤها بأى حالة من الأحوال.
أقول هذا بمثابة أن الدورة الثامنة من مؤتمر الرواية العربية والتى تحمل اسم "الرواية العربية.. ظواهر جديدة" والتى كان مقررا لها شهر نوفمبر 2022 ثم تم تأجيلها إلى الربع الأول من سنة 2023، وها قد انتهى النصف الأول من العام ولم يتم تحديد موعد للمؤتمر، الذى يمثل كما قلنا "حلقة" مهمة فى مكانة مصر الثقافية، التى لن نتنازل عنها.
والسؤال: ما الذى يمنع المجلس الأعلى للثقافة أن يقدم هذا المؤتمر؟ وللعلم فإن تأخيره يعنى تأخير مؤتمر الشعر، وبالتالى سنفقد الكثير من المرتكزات الثقافية التى كانت تجعل من مصر قبلة للمثقفين والمبدعين العرب، وللعلم هناك جيل جديد من المبدعين يتشكل فى العالم العربى إن لم نربطه بمصر بمثل هذه المؤتمرات، فلن يكون على صلة قوية بنا.
وأنا فعلا لا أعرف ما الذى دعا لتأجيل المؤتمر بداية، وبعد ذلك ما الذى يحول دون تحديد تاريخ لإقامته، وليت المجلس الأعلى للثقافة إن كانت لديه أسباب للتأجيل غير المحدد أن يخرج علينا ويخبرنا بما لا نعلمه.
إن إلغاء المؤتمر دون أسباب واضحة، سوف يجعلنا بعد ذلك نتخلى عن أشياء أخرى مهمة تتعلق بالثقافة والهوية ومكوناتها.
أقول هذا وأنا أعرف أننا قادرون على مواجهة كل الأزمات والعقبات، وأن نحافظ على هوية مصر الثقافية، كما أننى أنا على ثقة تامة بأن جميع المسئولين من أول الدكتورة نيفين الكيلانى، وزيرة الثقافة، وحتى أصغر موظف فى أى قصر ثقافة فى مصر من شمالها لجنوبها، لديهم رغبة فعلية فى أن نظل محافظين على مكانتنا ووضعنا.