ثقافة إهدار الوقت فى عقلية كولر واللاعب المصرى

فتح مارسيل كولر المدير الفني للأهلي نقطة مهمة فى بداية المؤتمر الصحفى مساء أمس بعد التعادل مع فيوتشر في بطولة الدوري، المدرب السويسرى بدا منفعلاً في البداية بعدما أثار حفيظته السقوط المتتالى للاعبين، متسائلا، إذا كان ذلك تعليمات للمدربين أم تصرف من اللاعبين أنفسهم.. وسواء كان هذا أو ذاك ما الهدف من "إضاعة الوقت" بتلك الطريقة المحبطة التي تقتل المتعة في رياضة خلقت من أجل المتعة ليس أكثر.. ووجه الخواجة السويسرى رسالة للقائمين على الكرة في مصر ، هل هذه الكرة التي يتمناها المصريون؟! هل من حلول لعلاج تلك الأزمة؟.. كولر تعامل بطبيعته كمدرب محترف، وبعقليته الأوروبية التي تسعى للتطوير دائماً، وهو وإن بدا غاضباً من السقوط فى فخ التعادل إلا أنه كشف أحد أخطر العيوب فى الكرة المصرية، والتي ينبذها الجميع خلال السنوات الأخيرة، وأعلن صراحة رفضه تلك الطريقة "السخيفة" فى إهدار الوقت وقتل متعة كرة القدم، والغريب في الأمر كان ردود الفعل حول تصريحات المدرب السويسرى وتحويل الأمر لخناقة وتركيز البعض على نفى الاتهامات بدلا من الوقوف على أسباب المشكلة أو علاجها، وكأننا مازلنا ندفن رؤوسنا فى الرمال كعادتنا فى التعامل مع الأزمات. نعم.. إهدار الوقت فى كثير من الأحيان يكون بتعليمات المدربين لمنحهم فرصة لترتيب الأوراق أو إصدار التعليمات أو لإراحة اللاعبين، خاصة في الأوقات المتأخرة من المباريات، ولكن يتناسى هؤلاء أن تلك الطريقة السخيفة لإضاعة الوقت تقتل المباراة، وتقتل عزيمة الخصم، ولطالما أغضبتنا نحن المصريين تلك الطريقة عندما نواجه أندية شمال أفريقيا، معتبرين أنها سمة فى أدائهم نرفضها وترفضها أيضاً كل معايير كرة القدم. أما الشق الثانى فيعتمد على عقلية اللاعب المصرى نفسه، "اللى كل ما يتزنق يخرج الكرة بره الملعب، أو يحاول الحصول على فاول، أو السقوط والتظاهر بالإصابة لالتقاط الأنفاس، وبمجرد استقبال فريقه هدفاً يتحول إلى دينامو لإدراك التعادل"، وهو وإن كان يعتمد على ضرورة تطوير عقلية اللاعب المصرى، فالمدرب أيضاً يلعب دوراً مهماً فى تطوير عقلية اللاعب الاحترافية للتركيز في الملعب فقط والاستمتاع بكرة القدم. أما الجانب التنفيذى فى تصريحات كولر فوضعه على مكاتب القائمين على إدارة الكرة فى مصر، عندما ربط المدرب السويسرى بين تطوير الكرة المصرية _ وهى جزء كبير من مسئوليتهم _ وعلاج الأزمة، ولكن كيف ذلك؟.. لماذا لا ينادى الاتحاد المصرى لكرة القدم _ في اجتماعات الفيفا _ بتطبيق تقنية احتساب الوقت الضائع فى الدورى المصرى، خاصة بعد نجاح التجربة فى كأس العالم الأخيرة بقطر وإشادة الجميع بتلك التقنية وأنها تحقق مبدأ العدالة الرياضية، وتقطع الطرق غير الرياضية في استهلاك الوقت، وهو ما يحد من جمالية المباريات، فشاهدنا احتساب 24 دقيقة وقتاً بدلاً من الضائع في مباراة مباراة إنجلترا وإيران مثلا، وهو ما يقضى على كل طرق السقوط المتعمد للاعبين وحراس المرمى بهدف استهلاك الوقت بطريقة غير شرعية وسخيفة في كثير من الاحيان، ويعطى كل ذى حق حقه، فضلا عن أنه يمنح يحافظ على المتعة والتشويق والحماس الجماهيرى _ خاصة في الأوقات الأخيرة للمباريات _ وهو الهدف الأساسي الذى خلقت من أجله كرة القدم، إن كنتم تعملون على تطوير حقيقى لكرة القدم المصرية.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;