85 مليون نسمة أو بالتحديد 84 مليونا 700 ألف نسمة كان عدد سكان مصر في أول يوليو 2013 ، الغالبية الساحقة من هذه الكتلة السكانية الممثلة للشعب المصري قد حسمت قراراها في 30 يونيو بإزاحة جماعة الإخوان والتخلص من "الغباء السياسي" لهذه الجماعة التي وصلت إلى كرسي الحكم في مصر في لحظات الغفلة التاريخية ولمدة عام كامل دفع الشعب ثمن وضريبة هذا الغباء.
كاد الثمن الذي دفعه الشعب والذى أبدى بعضا من روح التسامح والتعاطف مع الجماعة ومنحها الفرصة الذهبية للحكم، أن يصل إلى ذروته في اندلاع الحرب الأهلية والفتنة الكبرى بين طوائف وتيارات الشعب المصري وتهديد حياته ووجوده وأرضه ووطنه الجميع كان على علم بأن كل شيء انتهى بالنسبة للجماعة الا الجماعة نفسها التي اندفعت للسير في طريق نهايتها بصلفها وغرورها وغباءها السياسي فكان لا بد من محاكمتها بهذه التهمة الدامغة.
ثورة الغضب واستعادة الوطن من براثن الجماعة في 30 يونيو، لم يصدقها كبير الأغبياء ورمزه التاريخي الجالس على كرسي الحكم وكأن شيئا لم يتغير فالغباء السياسي ظل حاكما ومسيطرا على عقول قادة الجماعة وكبيرهم الذي علمهم الغباء
استمرت الجماعة ورئيسها تصم آذانها عن غليان وفورة وثورة الميادين والشوارع في مصر حتى مساء يوم 2 يوليو وهو يوم الخطاب الفاشل والبائس والبليد لممثل الجماعة في الحكم التي عزلته شرعية الملايين في 30 يونيو قبل إزاحته في 3 يوليو أمام شاشات التليفزيون انتظر الجميع أن تعود الجماعة إلى صوابها وتفوت الفرصة على كتابة السطر الأخير في كتاب نهايتها وتبدو قدرا من الذكاء، الا أن المعزول ظل غارقا في بحر الغباء السياسي وراح يردد في كوميديا سوداء وبلهاء كلمة الشرعية أكثر من ثلاثين مرة، وتجاهل بصلف وغرور وعناد الغباء شرعية الميادين التي أسقطت شرعيته في 30 يونيه.
في تلك الليلة التي استمرت إلى ما بعد منتصف ليل يوم 3 يوليو، توقع البعض أن يتسم ويتصف الإخوان بما ليس فيهم – وهو مثبت في وقائع التاريخ السياسي المصري منذ الأربعينات – ويستجيبوا لمطالب الشعب بإجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة قبل التصعيد بالمطالبة بسقوط الإخوان ومرسي وطرد الجماعة من كل مكان في مصر، لكنه الغباء السياسي الذي جعله يرفض لغة العقل ويفتح النار على جميع طوائف الشعب فكان بيان 3 يوليو وتثبيت وتأكيد ثورة الشعب وتحقيق مطالبه.
تقطعت السبل بين جماعة الغباء وبين الشعب بكل طوائفه السياسية والاجتماعية والثقافية ولم تعط الجماعة فرصة لأحد بالتفكير والتأني في الاحتشاد مع الجيش والشعب في بيان 3 يوليو في ظني أن هذه الجماعة الغبية مهدت الطريق تمام وعبدته وجعلته سهلا وميسرا أمام كافة مؤسسات الدولة الرسمية والشعبية ورموزها السياسية والحزبية في الوقوف صفا واحدا في لحظة مصيرية للوطن لإنقاذ مصر من هذه الجماعة التي أوشكت على اسدال ستائر السواد والعتمة والفتنة وروح الشر والانقسام والاقتتال على كل شبر في مصر وكاد أن يضيع ويتحطم الوطن بكل ما يعنيه تحت سنابك الفشل والغباء السياسي للجماعة.
يوم 3 يوليو كل شيئا كان مهيئا...فالشعب لم يكن يرضى بأقل ما جاء يومها في البيان بديلا، الملايين في الميادين لم تغالبها لحظة شك واحدة في قواتها المسلحة في اعلان بيان المصير والحسم والمسار الجديد في استعادة الوطن المسروق وعودة الروح اليه من جديد
إطلالة القائد أمام الملايين في الميادين والشوارع وفي البيوت عبر شاشات التليفزيون والشاشات العملاقة كانت موحية ومعبرة عن اللحظة التاريخية الفارقة في حياة هذا الشعب ومصير هذا الوطن ومساره ومستقبله هي لحظة لا يدركها الا من تحمل عبء المسئولية بجسارة وشجاعة ولم يضع أمام عينيه سوى مصير ومستقبل مصر، غير عابئ بالمخاطر والتهديدات والضغوط التي سيأتي يوما ليعرف الشعب تفاصيل ما جرى و يقف على حقيقة ما جرى وحجم المخاطرة وضخامة وخطورة القرار الذي اتخذه القائد عبد الفتاح السيسي. سيأتي يوم تتكشف فيه تفاصيل المؤامرة على مصر وسيناريوهات الفشل المرسوم لها وقدر هذا القائد الذي كان على موعد مع التاريخ
بنبرات حاسمة وحازمة وصوت قوي معبرا عن الملايين المحتشدة والمنتظرة والمتلهفة في الميادين قرأ القائد البيان الذي فاجئ العالم وكل المتربصين والمتآمرين، لكنه لم يفاجئ المصريين الواثقين في مؤسستهم الوطنية وقائدها المغوار..
أفشل بيان 3 يوليو مخططات الشر وتحطمت علي جدرانه أطماع الطامعين والحالمين والمتآمرين على مصر، انحاز البيان وانحازت القوات المسلحة إلى ملايين الشعب وسقط الإخوان الذين كانوا عنوانا للبؤس والفشل والغباء السياسي الحاكم في مصر
عادت الروح وعاد الوطن وتحدد المصير واتفق الجميع على خارطة المستقبل وبداية المسيرة نحو إعادة بناء الوطن وبداية مرحلة الجمهورية الجديدة.