رحلة لم تستغرق بضع ثوانٍ لانتقال ملايين من المغردين إلى منصة السوشيال ميديا الجديدة ثريدز "Threads"، والتى أطلقتها شركة ميتا كمنافس قوى لموقع التغريدات القصيرة تويتر خلال اليومين الماضيين.
الانتقال كان سلسًا للغاية، خاصة أن غالبية المستخدمين كان لديهم حساب على موقع إنستجرام والذى يُعد شرطًا حاليًا للالتحاق بالمنصة الأحدث. وقد باتت فكرة الربط بين منصات السوشيال ميديا الحديثة واضحة فى مملكة مارك زوكربيرج، وربما تحمل هدفًا مستقبليًا تتضح ملامحه مع مرور الوقت، فقد تم الإعلان من قبل مع تدشين ميتا عن إمكانية ربطه بانستجرام، وأيضًا إمكانية ربط الأخير مع فيس بوك، والذى يُمكن ربطه هو الآخر بتطبيق الواتس آب، وأعتقد أن هذا التشابك والترابط يتضح منه آلية الشعار "اللوجو" الخاص بثريدز ويُفسر لماذا تم تسمية المنصة الجديدة بالخيوط.
ويبدو أن دقة اختيار مارك للتوقيت كان سببًا فى نجاح ثريدز فى جذب ملايين من المغردين فى أيام قليلة، مستغلًا قرارات إيلون ماسك، مالك تويتر، والتى باتت مُتلاحقة، ويراها المغردون بمثابة تهديدات لهم، فمؤخرًا جاء الحديث عن قرارات تحد من إمكانية مستخدمى تويتر فى متابعة عدد كبير من التغريدات، واقتران حد المتابعة المسموح للمغرد بعدد متابعيه، كما سبق وأثار "ماسك" جدلًا بحديثه حول الحسابات الموثقة واحتمالية حاجة صاحبها لدفع مبالغ مالية للاحتفاظ بها، هذا إلى جانب تغييره لشعار تويتر لمدة أيام وتحويله من طائر إلى كلب، ثم إعادته مرة أخرى دون أى توضيح رسمى لمثل هذه القرارات وأبعادها، والتى يرى عدد من المتخصصين حول العالم أنها لصالح أهداف خاصة به.
وبالتالى بدأ الكثير من المستخدمين لتويتر فى الشعور بالضيق، فهناك الكثير من التغييرات وأحيانًا القيود غير المُبررة التى تُفسد طبيعة تويتر التى جذبت مستخدميه منذ سنوات، فقد كان مميزًا بالنسبة لقاعدة كبيرة من المهتمين بالسوشيال ميديا، وبالفعل مثّل منافسًا قويًا لفيس بوك على مدار سنوات، خاصة فى الخارج وأيضًا فى دول الخليج وكثير من الدول العربية، حتى جاءت سياسات "ماسك" لتدفع بكثير من المستخدمين إلى الهروب الكبير بالملايين إلى ثريدز مع ساعات انطلاقه الأولى.. فهل سيتراجع ماسك تاركًا تويتر الذى أحبه المغردون واعتادوه أم ينجح ثريدز فى توفير ملاذ للمغردين الفارين من تعنت تويتر.. أم هى مجرد فرحة البدايات وتعود الأمور جميعها لسابق عهدها؟!