حضرت أمس الاحتفال السنوى لانطلاق مشروع "أرواح فى المدينة"، الذى قدمه الإعلامى محمود التميمى، واستعرض فيه الندوات التى قدمها خلال عام كامل، والضيوف الذين استضافهم مثل لبنى عبد العزيز وجمال بخيت ووائل السمرى وسعيد شيمى وبشير الديك، والكتب التى أشار إليها والأفلام التى توقف عندها، والحكايات التاريخية التى كشفت ثراء المجتمع المصرى والحضارة المصرية.
وفى ذلك الاحتفال توقفت أمام أشياء عدة منها المحتوى الذى يقدمه محمود التميمى، فمن الواضح أنه شغوف بما يفعله، كما أنه يرى فيما يفعل قيمة مهمة، وذلك حق، فالأمر ليس مجرد ندوة يقدمها أو يديرها، بل يرى أن ما يفعله طريقة لحفظ تراث مصر ولإعادة قراءته مرة أخرى بعيون معاصرة.
لكن أكثر ما استوقفنى فى الموضوع هو المحتوى نفسه الذى يقدمه التميمى، من الواضح أنه يبذل مجهودا كبيرا فى البحث والتنقيب والاختيار والقراءة، وعلى حد قوله فى الاحتفالية "لا أقتنع بالبسيط والظاهر من الأمر بل لا أترك الموضوع حتى آتى على آخره".
وكانت المادة التى اطلعنا عليها فى الاحتفالية متنوعة فعلا، كما أن تعليقات محمود التميمى تجعلنا نشاهد الأشياء كأنها المرة الأولى التى نراها فيها، وإن دلَّ ذلك على شيء فهو يدل على المجهود الكبير فى البحث والتقصى، وامتلاك أرشيف صحفى مهم ومميز .
إن مثل هذه المبادرات والمشاريع مهمة وضرورية لأنها تحفظ التراث والثقافة، وتقوم بدور اجتماعى مهم فى إلقاء الضوء على الحضارة المصرية، وتحافظ على الهوية.
والمحافظة على الهوية ضرورة لا غنى عنها أبدا، ولو غفلنا لحظة واحدة لتبدل الحال واختلف المآل، وصرنا فى يوم وليلة لا نعرف أنفسنا.