ربما لا يصدق أحد، أن قطرة ماء قادرة على نخر الصخر الصلب، فقطرة تلو الأُخرى تنهار الصخور، وقشة بعد أُخرى يبني العصفور "عشه"، وعظائم الأمور تنتهي بخطوة بعد الأخرى، فيتم تنفيذ الأعمال الكبيرة ليس عن طريق القوة فحسب، ولكن بـ"المثابرة".
الأهم من ذلك، ألا تكون متشتتا متخبطا، وإنما تسير في طريق واحد، خطوة بعد الأخرى تصل لنهايته، فإذا أردت أن يكون لك بئرًا، أحفر في مكان واحد، لا أماكن عدة في توقيت واحد، فلن تبلغ الماء، ولن تحقق مآربك.
إذا كنت تحلم وتخطط لحياة أفضل، ومستقبل واعد في قادم أيامك، فعليك لتحقيق النجاح أن تتحلى بـ"المثابرة"؛ لأنها تتخطى كل العراقيل، فهي تتغلب على الذكاء، والصبر يغلب الحظ، والعبرة دائماً بالنتيجة.
هناك بالتأكيد فارق كبير بين "المثابرة " و"العناد"، فالأولى تعتمد على إرادة قوية، والثانية تعتمد على إرادة ضعيفة، لكن "المثابرة" و"النجاح" توأمان، فالأولى مسألة نوعية، والثاني مسألة وقت.
إذا، من أراد النجاح في الحياة وتحقيق أحلامه وطموحاته وبناء مستقبل أفضل وأقوى، عليه أن يتخذ من "المثابرة" صديقا حميما في رحلة الحياة، ومن "الخبرة" مستشار خاص، ومن "الحذر" أخ أكبر، ومن "الأمل" حارس عبقري.