فى إطار تفاقم الأوضاع فى السودان، تسعى مصر دائما إلى التهدئة، والدفع بمسار الحوار السلمى، لذا قررت القاهرة استضافة قمة دول جوار السودان، المرتقب انطلاقها اليوم الخميس، لمنح الأشقاء السودانيين فرصة جديدة لإنهاء الصراع، والتأكيد على حرص الدولة المصرية على صياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المُباشر للسودان، لتسوية الأزمة بصورة سلمية، واتخاذ خطوات لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السودانى، والحفاظ على الدولة السودانية ومُقدراتها، وذلك كله من خلال التنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة.
وكلنا أمل أن تنجح قمة دول الجوار، وأن يستغل الأشقاء السودانيون هذه الفرصة السانحة، لإنقاذ بلادهم من دخول حرب أهلية لا يعلم مداها إلا الله فى ظل تفاقم الأوضاع وتردى الحياة، وتعرض الملايين للجوع والفوضى الأمنية والسياسية.
نعم قمة دول جوار السودان فرصة مهمة للغاية، لأنها تأتى فى وقت مهم ومناسب، ولأنها على أرض مصر - وهذا ليس محل تفاخر كمصرى - لكن معلوم للجميع أن ما يميز مصر أنها حريصة طوال الوقت على عدم التدخل فى شؤون السودان الداخلية، وعدم السماح بالتدخلات الخارجية فى أزمة السودان الراهنة، ودورها المحورى فى التنسيق مع دول الجوار لتدارك التداعيات الإنسانية للأزمة، وكل هذا يعزز من فرص النجاح والالتقاء، عكس ما حدث من قمم آخرى.
والأهم أن مبادرة القاهرة للحل، كانت ولاتزال تساند الدولة السودانية، من خلال مسارات السلام وتغليب لغة الحوار والتوافق الوطنى، وإعلاء المصالح العليا للشعب السوداني، خلاف مباداراتها الإنسانية، فلم تتخلى مصر عن أشقائها يوما، بل فتحت أبوابها للشعب السودانى لما يوجد بين مصر والسودان من علاقات تاريخية وثيقة، فمصر كانت وستظل أكبر داعم للسودان الشقيقة، ولاسيما في ظل الظروف الراهنة.
نهاية.. نتوجه برسالة للأشقاء، لا حل للأزمة السودانية إلا من خلال المصالحة، وإعلاء الدولة الوطنية والتخلص من الخلافات والانقسام، وعليكم أشقائنا الأعزاء اغتنام الفرصة والاستفادة من الدور المصرى، فأنتم تعلمون أن دور مصر منذ بداية الأزمة مشرف بشهادة الجميع والتاريخ.. حفظ الله مصر والسودان..