صلة الرّحم حراسة النّعم، تُقوي الترابط الاجتماعي بين الناس وتزيد الألفة والمحبة بينهم، وتنشر الحب والأخوة، وتغفر الذنوب وتقربنا من الله عز وجل، وهي سبب لدخول الجنة، فهي الدليل القوي على مدى حُبِّكَ وتعقُّلِك بالله سبحانه وتعالى.
صلوا رحمكم، وانشروا المحبة والألفة بينكم، وتمسكوا بأحبتكم جيداً، وعبروا لهم عن حبكم، واغفروا زلاتهم فقد ترحلون أو يرحلون يوماً وفي القلب لهم حديث وشوق.
تناقشوا مع من تحبون، وتحدثوا، و"فضفضوا"، وتسامحوا، واحذروا أن تخيطوا جراحكم قبل تنظيفها من الداخل، ناقشوا، وبرروا، واشرحوا، واعترفوا، وتنازلوا، فالحياة قصيرة جداً لا تستحق الحقد، والحسد، والبغض، وقطع الرحم.
صلوا أرحامكم قبل أن تأخذكم دوامة الحياة، فغداً سنكون ذكرى فقط، والموت لا يستأذن أحداً، فابتسموا، وسامحوا كل من أساء اليكم.
اعلموا أن صلة الأرحام من أفضل شيم الكرام، وهي عمارة النعم ودفاعة النقم، فصلوا أرحامكم امتثال لأمر الله، القائل:" وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ"، والتي أوصى بها النبي صلي الله عليه وسلم، عندما قال: "إنَّ اللَّهَ خَلَقَ الخَلْقَ، حتَّى إذا فَرَغَ مِن خَلْقِهِ، قالتِ الرَّحِمُ: هذا مَقامُ العائِذِ بكَ مِنَ القَطِيعَةِ، قالَ: نَعَمْ، أما تَرْضَيْنَ أنْ أصِلَ مَن وصَلَكِ، وأَقْطَعَ مَن قَطَعَكِ؟ قالَتْ: بَلَى يا رَبِّ، قالَ: فَهو لَكِ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فاقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: "فَهلْ عَسَيْتُمْ إنْ تَوَلَّيْتُمْ أنْ تُفْسِدُوا في الأرْضِ وتُقَطِّعُوا أرْحامَكُمْ"، فقاطع الرحم لا يدخل الجنة، فابنوا جسورا للجنة بصلة أرحامكم.