تحركت بسيارتى من "المعادى" قاصدة التوجُه لـ"مدينة العلمين الجديدة"، قررت تشغيل الـ (GPS)، ففوجئت بى سريعاً فى الطريق الدائرى الذى تم توسِعته وتطويره، وخلال 22 دقيقة فقط نزلت إلى أول طريق إسكندرية الصحراوى، فشاهدت حجم التطوير والجودة الذى ظهر عليه الطريق، قمت بِعَد حارات الطريق فوجدتها 14 حارة، لم يكن هناك أى ازدحام يُذكَر، مَرّت ساعة كاملة حتى وصلت لبوابة "وادى النطرون"، وبصراحة: مُنذ فترة ليست بالقليلة كُنت قد سَمِعت أن طريق وادى النطرون ما زال العمل فيه مُستمرا، والعام الماضى شهَد عِدة حوادث مُروعة لذلك كُنت حريصة على قيادة سيارتى ببطء مع التركيز الشديد، دقائق قليلة وبدأت أشعُر بأنى أسير على طريق عالمى ومُريح جداً، مَرت ساعة كاملة ووجدت نفسي أمام "بوابة العلمين" وعَبَرتها مُتوجهة إلى "كُوبرى العلمين العلوى الضخم" الذي تعرض لحملة مشبوهة العام الماضى، لكن ما إن صَعدِت فوق الكوبرى حتى لاحظت التواجد المُكثف من رجال المرور.
بعد دقيقتين وجدت نفسى أمام لافتة كبيرة تقول: أهلاً بكم فى "مدينة العلمين"، ففوجئت بحجم الإنجاز والتشييد والبناء، دخلت إلى طريق الكورنيش الرئيسى، قررت أن أسير بسيارتى بهدوء لكى أشاهد الفندق الضخم والأبراج الشاهقة والحدائق الواسعة والمَمِشي المُتميز، وطوال 14 كم كاملة وهى طول طريق الكورنيش كُنت أنظر على يسارى لأُدَقق النظر فى الأبراج وألتفِت بَعدها لـ "اليمين" لأرى الشاطئ والمَمِشي، وكأنى أول مرة آتى إلى هُنا رغم أننى كُنت هنا العام الماضى.
وما أن وصلت لمقر إقامتى حتى انهالت عليّ العديد من المكالمات التليفونية من عدد من الأصدقاء وكان مِحوُر حديثنا عن (مدينة العلمين وجمالها ومهرجان العلمين والاستعدادات له والتى تتم على قَدَمٍ وساق)، نعم وجدت الجميع يتحدث عن مهرجان العلمين _ والذى سيقام تحت شعار "العالم علمين" _ وشعرت بـ صَدى غير مسبوق للمهرجان قبل أن يبدأ، فالجميع يتسابقون على حجز وشراء تذاكر الحفلات، وتشترك مؤسسات الدولة فى تنظيم المهرجان بداية من وزارتى الشباب والثقافة والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وعدد من الرعاة المُتميزين وجميعهم يعملون من أجل هدف واحد لصالح مصر وهو: الترويج السياحى داخلياً وخارجياً وتعزيز للفُرص الاستثمارية المتنوعة وزيادة مُعدلات النمو الاقتصادى، وتوفير فرص العمل وتعزيز النشاطات الثقافية والترفيهية.
فى اليوم التالى، تلقيت اتصالاً تليفونياً من صديقتى وهى سيدة أعمال وتمتلك فيللا فى (مارينا 5) القريبة جداً من "العلمين" والمسافة بينهما لا تتعدى ( 3 ) كم ، فى البداية ظننت أنها تَتَصِل بى لتدعوني لزيارتها لكنى فوجئت بها تقول إنها آتية للتسوق فى "مول العلمين" ، بَعدَها تلقيت اتصالاً من جارتى وتُقيم فى إحدى القرى السياحية القريبة من مطروح وتقول لى: سأحضر لـ "مدينة العلمين" لمشاهدة مسرح مهرجان العلمين الذى أُقيم على شاطئ البحر والذى سيستضيف نجوم الغناء فى مصر والعالم العربي، ومشاهدة الأبراج بعد الانتهاء منها ورؤية المتحف والمعالم السياحية التى لا يوجد لها مثيل .. لذلك أستطيع القول: إن "مدينة العلمين الجديدة " هى (الحصان الأسود) فى الساحل الشمالى هذا العام، لأننى شَعرتُ أنها "واكلة الجو" من كل القرى السياحية لما بها من خدمات أمنية وترفيهية ورياضية وطبية ومولات وملاهي ومُتنزهات والتى استمتعت بها.
قضيتُ ثلاثة أيام كاملة فى "العلمين" فى هدوء واستجمام ووسط المياه الزرقاء التى لا يوجد لها مثيل .. وفى طريق عودتى لـ "القاهرة" ، كُنت أستمِع لـ "موجز الأخبار" فى ( الراديو ) وبعد انتهائه تم إذاعة أغنية ( هانحب مين غيرها ، "مصر" اللى عايشين من خيرها ) ، ومن فَرط سعادتى لما شاهدته طوال ( 72 ) ساعة قُمت بترديد الأغنية وهى تقول ( يا "مصر" إنتى أُمى وإنتى أبويا وإنتى ناسي ، فى كل مكان بروحه يقولوا "مصر" رافعة راسي ، عاشقة أرضِك سَماكى وحبي ليكى دا شيء أساسي ) ، ووجدتني أسترجع ذكريات سنوات مؤلمة مضى عليها أكثر من (12 ) عاماً حينما كانت "مصر" مَكسورة ومُستباحة وبلا أمن وبلا أى عمليات بناء وتشييد وينهش فى لَحمها وعضمها المُتطرفون .. هُنا أصبح فى خيالى مشهدين (مشهد "مصر" المِنٍوَرَة بالمشروعات وبالإنجازات وبالتنمية الشاملة ) ، و ( مشهد "مصر" الجريحة والتى دُمِرٍت أقسام شرطتها وحُرِقت محاكِمها واُقتُحِمَت سجونها).
بعد دقائق معدودة، قررت عدم الاستجابة لخيالى ورفضت استرجاع آلام الماضى، وصَممت على الاستمرار فى حالة البهجة والسرور التى انتابتنى طوال الثلاثة أيام الماضية وقُلت لنفسي: إن كل مكان فى "مصر" يشهد تطويرا سريعا وتغييرا للأحسن ، لكن "العلمين" شهدت ميلادا جديدا لمدينة جديدة تحولت لأفضل وجهة سياحية فى مصر وتستهدف جذب مليون زائر، كيف حدث هذا؟ ببساطة، حدث هذا بجهد وبعزيمة وبإرادة الرئيس عبد الفتاح السيسى.
وما أن وصلت لـ "بيتى" فى "المعادى" حتى قررت _ وأنا فى حالة لهفة شديدة _ أن أكتُب قصة ( 72 ) ساعة فى "العلمين" .. مبروك يا "مصر" فقد تم تشييد "مدينة العلمين الجديدة " التى كانت منذ سنوات قليلة "مدينة ألغام" وأصبحت الآن "مدينة سياحية عالمية" تُضاهى أهم المُدن السياحية فى العالم ، مبروك عليكم يا مصريين "مدينة العلمين" إحدى أهم مدن الجيل الرابع والتى أصبحت محط أنظار العالم وهنيئاً لكم ولأبناءكم ولأحفادكم مِن بَعدِكُم.