الذكاء الاصطناعي على طاولة مجلس الأمن للمرة الأولى، فهل أدرك العالم والمجتمع الدولى خطر هذه التقنيات الحديثة، وبات يسعى إلى اتخاذ تدابير وقائية ورقابية لمواجهة هذا الخطر والتهديد، وما نريد أن نسلط الضوء عليه في مقالنا، تحديات الذكاء الاصطناعى التى باتت تطرح نفسها على كافة المجالات الحياتية حتى المجال الدينى.
نعم الذكاء الاصطناعي أصبح – رضينا أم لم نرض - جزءا من المستقبل، لكنه في الوقت نفسه أصبحت تلك التقنيات بمثابة تهديد حقيقى للبشرية كلها مثله مثل التهديدات الأخرى كالتغيرات المناخية، وإذا كان إشكالية الذكاء الاصطناعى تأثيرها السلبى على الحياة الروحية والاجتماعية والحياتية والنفسية للبشر، فالدين على رأس هذه الروحانيات وجزء من التكوين الإنسانى، ليكون السؤال الآن، هل سيأتى يوما وتصلح الربوتات أن تدل الإنسان على خالقه في ظل الربوتات الدينية التي باتت آخذة التوسع، فمعلوم أنه تم ابتكار عدة ربوتات لتحفيز زوار المعابد للاهتمام بالتعاليم البوذية مثلا في بعض الدول، وكذلك هناك بحث إمكانية أن تقوم الربوتات بمباركة الناس.
لكن في اعتقادنا أنه السؤال الأهم، هو هل الدين سيكون قابلا للرقمنة في ظل عالم الذكاء الاصطناعى، وهل ستكون العبادة من خلال الفيديو والشات؟ وهنا ندق ناقوس الخطر، لأن الدين مسألة اختص بها الإنسان، ولم يعرف التاريخ أمة أو جماعة بلا دين أو دور عبادة.
نهاية.. الذكاء الاصطناعى أصبح واقعا لابد منها ولا يمكن تصور المستقبل دونه، لكن علينا أن نعى تماما أن الأديان في صميم رسالتها تسعي إلى إسعاد البشر في الدارين الدنيا والآخرة، وليس هذا معنى ذلك أن الأديان ضد التطور والعلم، فالإسلام كنموذج يحض دائما على المعرفة والعلم بمفهومه الواسع الذى يشمل المعارف الدينية والدنيوية التى بها قوام المجتمع روحياً ومادياً، إذن الدين لم يكن أبدا ضد الابتكار، إنما دائما يحث على الإبداع لكنه في إطاره الأخلاقى من خلال احترام الإنسانية، والتضامن والتعاون في الخير.. لذا، نأمل أن يدرك المجتمع الدولى أثناء مناقشة وبحث أخطار الذكاء الاصطناعى في مجلس الأمن الفترة المقبلة، أن عالم بلا إنسانية وروحانيات إنسان بلا قلب وروح..