لفت انتباهي الأسبوع الماضي برنامج اسمه لوغاريتم على قناة dmc مع مهندس شاب مصري استطاع أن يضيف لكاميرا الدرون خاصية العمل داخل القاعات المغلقة دون الحاجة لريموت، واستطاع أن ينقل كل فعاليات كأس العالم للسباحة في كوريا الجنوبية بهذه الطريقة المبتكرة، التصوير كان مع المهندس في كوريا الجنوبية.
ورويدا رويدا اكتشفت أن البرنامج كله تم تصويره في كوريا الجنوبية، وما هو إلا محاولة حثيثة لاكتشاف لوغاريتم نجاح التجربة الكورية، ولم يكتف البرنامج بذلك بل قدم جسر من المعرفة يمكن أن تعبر به للنصف الآخر من الكرة الأرضية أو كوريا الجنوبية وأنت لم تغادر مقعدك، بحثت عن الحلقة الأولى فوجدتها على منصة WATCH IT وكان ضيفها مهندس مصري صعيدي من محافظة قنا ساهم في تطوير فاتورة الدفع الإلكتروني في كوريا، وكيف أنه يحضر في جامعة سيول الوطنية الجامعة الأولى في كوريا الجنوبية كأستاذ بكلية الهندسة ويحضر أحيانا للكلية بجلبابه الصعيدي في بلد يحترم كل الثقافات وكل عاداتها.
الملفت في الأمر أن مذيع البرنامج هو أحمد فايق الذي قدم من قبل البرنامج العظيم مصر تستطيع والذي قدم فيه لنماذج مصرية ناجحة في كل مكان في العالم من خيرة علماء مصر الذين صاروا بمثابة سفراء لبلادهم، فغلب على ظني أن مقدم البرنامج أحمد فايق لديه مشروع برامجي طموح لتقديم العلماء بشكل يسعى لتقديمهم بشكل يماثل نجوم السينما والرياضة، وهذا لا شك مشروع مشروع وذكي، وإصراره عليه يعكس رؤية عميقة لأهمية تقديم العلم بشكل رشيق، فأنت تشاهد برنامجا دسما لكنه لا يخلو من طرافة المعرفة مثل الموقف الذي جرب وذاق فيه المذيع أنواع من الفاكهة الغريبة الموجودة في كوريا الجنوبية واستقل المواصلات العامة وتحدث عن أناقة الشعب الكوري فلربما لا يملك الواحد سوى طقمين، ومع ذلك يكون حريصا على أن يكون لبسه نظيفا وكويا طوال الوقت، كما كان لافتا أن الشوارع ليس بها سلة مهملات ومع ذلك تبقى الشوارع نظيفة لأن كل شخص يحتفظ بالقمامة حتى يصل إلى بيته ويرميها في سلة المهملات الخاصة به.
كانت هناك فقرة لطيفة جدا وهو اتصال المذيع بوالد الباحث المصري المهندس الصعيدي لنرى الأب بلجلبابه المصري الأصيل يتحدث إلى المذيع وابنه ويذكر كم هو وكل أهل القرية فخورين به وبنجاحه.
في الحقيقة استمتعت بمشاهدة البرنامج وتعلمت منه الكثير عن بلد لم أكن أعرف عنها الكثير وامتلأت بالفخر لوجود نماذج مصرية ناجحة في تلك البلاد البعيدة، وابتسمت من كل قلبي للفوارق والاختلاف بين الثقافة الكورية والثقافة المصرية.
الشيء الوحيد الذي كنت أنتظره في البرنامج ولم أجده هو التواصل مع ضيوف من الشعب الكوري من أساتذة الجامعات التي يعمل بها علماء شباب مصري ليتكلموا عن المصريين في كوريا ومدى إسهاماتهم ولنعرف أكثر عن تلك الشعوب من أنفسهم، وربما زارت أسرة البرنامج عائلة كورية وقضت معها يوما أو زارا معلما سياحيا، لكن ربما يكون ذلك في الحلقات اللاحقة، حيث سيكشف أحمد فايق أكثر وأكثر عن لوغاريتم تقدم كوريا الجنوبية المذهل في سنوات قليلة.. شكرا لفريق عمل البرنامج قدمتم لنا المعلومة الرشيقة والنموذج الناجح والبرنامج الهادف.