لقد تعودنا في العهود السابقة أنه في حدوث أي مشكلة خاصة بالمواطنين لا تجد أي مسئول يخرج للناس يشرح ما حدث أو يبرر حدوثها وغالبيتهم ودن من طين وودن من عجين كما يقول المثل الدارج ولا تجده حتى يتعاطف مع ما يعانيه المواطنون ويتركونهم يضربون أخماسًا في أسداس ولكن الحقيقة تغير الحال الآن فعند حدوث أي مشكلة كبيرة نجد المسئول المختص وأحيانًا رئيس الحكومة يشرح للناس أسباب المشكلة والإجراءات الجارية لحلها ومتى تنتهي ولا يدفنون رؤوسهم في الرمال مثل النعام كما كان يحدث في الماضي.
وهذا ما حدث في مشكلة انقطاع الكهرباء المتكرر في كل أنحاء مصر حيث خرج الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء في وسائل الإعلام وأوضح أسباب الانقطاع الذي أرجعه إلى تخفيف الأحمال حتى يتم توفير احتياجات محطات الكهرباء من الغاز ولكن كان هناك تصريح لم يتعود المواطن المصري من أي مسئول ولم يأخذ حقه في وسائل الإعلام وهو الذي أدلى به الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة حين قال تعليقًا على انقطاع الكهرباء إن أكثر ما يحزنه حاليًا هو معاناة المواطنين من استمرار انقطاع الكهرباء وأنه ليس غاضبًا منهم لأن لهم الحق في الحصول على احتياجاتهم من الطاقة الكهربائية في الوقت والمكان المطلوب وهكذا يكون المسئول الذي يشعر بأوجاع المواطنين.
والحقيقة التي يجب أن نذكرها أن وزارة الكهرباء نجحت خلال العشر سنوات الماضية في تحقيق إنجازات ضخمة في مجال الطاقة ولم يعانِ المواطنون من سوء الخدمة أو انقطاع الكهرباء كما كان يحدث في الماضي أو خلال حكم جماعة الشيطان حيث كانت الكهرباء ضيف خفيف على المواطنين لا تستمر أكثر من ساعة أو ساعتين في اليوم ولمن لا يعرف فإنه لا توجد مشكلة في الشبكة القومية لإنتاج ونقل الكهرباء ولكن تعود لعدم توفر الوقود بالقدر الكافي لتشغيل المحطات بطاقتها القصوى لمواجهة كثافة استهلاك الكهرباء نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.
وعلينا جميعًا أن نقف بجانب بلدنا ونساعد في عدم تضخيم هذه الأزمة بحيث أن نرشد قدر الإمكان في استهلاك الكهرباء والاكتفاء بالاستخدامات الضرورية حتى نتجاوزها بإذن الله ومن يطلع على وسائل الإعلام العالمية سيجد أن ما يحدث عندنا يحدث في غالبية دول العالم من استمرار قطع الكهرباء ترشيدًا للطاقة وآخر ما نشر عن ذلك خلال اليومين الماضيين بأن الظلام يلف المدن الإيطالية خلال الليل ترشيدًا للطاقة ولذا علينا أن نحمد الله في ظل هذه الأزمة الصعبة بأن الكهرباء تنقطع ساعتين متفرقتين في اليوم وليس 10 و12 ساعة كما كان يحدث في العام الأسود.