مؤكد أن القمة الروسية الأفريقية تأتى فى وقت مهم ومناسب للغاية، خاصة أن العالم يعانى من اضطرابات سياسية واقتصادية وأمنية، ومن تحديات وأخطار جسيمة، كتغيرات المناخ، وتهديد الأمن الغذائي العالمى، وتعدد بؤر النزاعات والصراعات، والتخوف من الدخول فى حرب نووية جراء الصراع المحتدم بين القوى العظمى، لذا فإن القارة الأفريقية تعول كثيرا على هذه القمة اقتصاديا وسياسيا، خاصة فى ملف الأمن الغذائي فى ظل انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب، وفى ظل تعدد بؤر الصراع فى القارة السمراء، وفى ظل معاناة القارة من آثار التغيرات المناخية وعدم تعهد المجتمع الدولى بمسؤولياته.
وفى اعتقادنا أن مشاركة مصر فى هذه القمة سيعزز من فرص النجاح والالتقاء، لأن العالم يعلم تماما أنها ركيزة أساسية للأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، خلاف أن الرئيس السيسى أكد خلال لقائه مع الرئيس بوتين على أهمية بلورة نتائج فعلية وعملية من القمة الروسية الأفريقية لصالح الشعوب الأفريقية بالمقام الأول، ولصالح مصر أيضا لأن العلاقات المصرية الروسية تشهد تطورا كبيرا منذ ٢٠١٤ ، والذي تكلل بالتوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة في عام ٢٠١٨، ووجود تعاون كبير ومهم في العديد من المجالات والمشروعات المشتركة الجارية مثل مشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ومشروع إنشاء محطة الضبعة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية.
نهاية.. كلنا أمل أن تتحقق النتائج المرجوة من القمة الروسية الأفريقية ليس على صعيد القارة فقط بل على صعيد العالم، وهو ما بادرت به مصر من جديد، وطالبت به خلال هذه القمة بضرورة تسوية الأزمة الروسية الأوكرانية سياسيا، وذلك بتجدد دعمها لكافة المساعي التي من شأنها سرعة تسوية الأزمة سياسياً بشكل سلمي من أجل الحد من المعاناة الإنسانية القائمة، وإنهاء التداعيات الاقتصادية السلبية على دول العالم خاصة الدول الأفريقية، والحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين..