وكما اعتدنا الحديث عن كل من يضىء لنا شعاعاً للأمل، ويحمل رسالة للتفاؤل ونبذ اليأس والحسرة على ما فات من زمن كان جميلاً بمعظم مفرداته، وما دون ذلك كان فقط هو الاستثناء الذي يعلمه ويرفضه وينبذه الجميع، سواء كان هذا الرفض علنا أو حتي ضمناً، إذ أنه كان هناك من الحياء والإنسانية ما يدفع الكثيرين للخجل وتجنب إحراج أو كسر خاطر الآخر، حتى وإن كان خارجا عن المألوف أو متحديا للإطار العام للقيم والأخلاقيات التي تحكم المجتمع ككل.
أما بمفردات التطور والحداثة ومواكبة العولمة والانخراط بالعوالم الافتراضية، وتصدرها معايير جودة الأشخاص والأشياء وتحديها السافر بما لها من قوة تأثير بحسابات الأرقام والمتابعات لكل المعايير المنطقية للجودة والاستحقاق، فقد أصبنا بنوع من الإحباط عنوانه الرئيسي:
(العملة الرديئة تكسب)
والغريب أنها ليست بمزحة أو مبالغة، وأنها لا تقتصر على مجتمعاتنا فحسب، بل باتت صبغة عالمية نالت من كافة المجتمعات والثقافات، وقلبت موازين الأشياء بفعل هذا العدو الخفي الذي غزا شعوب الأرض مخبئاً وجهه يتحكم بمقدرات البلاد وحظوظ العباد تحت مسمي السوشيال ميديا.
ولكن:
هل نستسلم لهذا الوهم الافتراضي ونترك له الساحة، ليرفع من يشاء من غير الأكفاء، ويعلي من شأنهم لصالح استقطاب المجتمع وتوجيه مداركه لكل ما هو تافه غير ذي قيمة، تحديداً أجيال المستقبل التي يتشكل وجدانها بشكل أساسي على هذا العالم غير المحدود، أم علينا أن نعتمد كافة طرق المواجهة الفكرية والثقافية والتسلح بنفس الأسلحة بحرب أخطر كثيرا، من الحروب العسكرية بالأسلحة التقليدية؟.
ومن جديد نعاود الحديث عن نموذج مصري مضىء لينضم لقائمة التريند المصري الأصلي..
"ياسمين مصطفى يحيى"
النابغة التي أصبحت حديث العالم أجمع، رغم أنها لم تتصدر قائمة التريند، ولا يعلم عنها شباب مصر إلا القليل.
فقد اختارت شركة هاينمان الأمريكية قصة النابغة "ياسمين يحيى مصطفى" بنت قرية المنازلة بمحافظة دمياط لتكون موضوع كتاب، يتم توزيع مليون نسخة منه على المدارس ، ليتعلم منها ويقتدى بها الطلاب.
ياسمين حصلت علي المركز الأول علي العالم في معرض إنتل للعلوم والهندسة عام 2015، والتي كانت تبلغ من العمر آنذاك 17 سنة، من بين 1700 متسابق من أكثر من 78 دولة، بمسابقة كان بعض أعضاء لجنة التحكيم بها من الحائزين على جائزة نوبل.
لتصبح ياسمين الشخصية العربية الوحيدة التي تحصل على هذه الجائزة منذ انطلاقها، والتي تعد من أكبر وأهم الجوائز العالمية التي يتم تخصيصها للمشاريع العلمية الواعدة.
ليس هذا فحسب.. فتقديراً لهذا الإنجاز قد أطلقت وكالة ناسا الفضائية اسم عائلة ياسمين على مجموعة من الكويكبات تحت مسمي (MOUSTAFA31910).
وها هي ياسمين التي لم تتخط ال23 عاماً يتم دعوتها للمحاضرة في المؤتمرات الدولية الكبرى، كما تعمل حاليا علي اكثر من مشروع علمي، إذ نتطلع قريباً إلي من يكون خلفاً للعالم الجليل الراحل أحمد زويل، متمنين لها دوام التوفيق والتقدم، لتكون نموذجاً مصرياً جديداً يضىء في سماء العالم.
إلى لقاء غير منقطع مع نموذج مضىء للتريند المصري.