عندما تسافر للخارج لغرض ما، تشعر بأن المصريين فى الخارج يعشقون مصر، ربما أكثر من المصريين فى الداخل، وهذا يتبدى من خلال استمرار الحديث عنها والحنين إليها، ومتابعة أخبارها، علاوة على التصدى لمحاولات الإساءة لها .
هذا الأمر لا يختلف من بلد لبلد، ومن جالية مصرية إلى أخرى، تظل مصر فى خاطرهم، أكثر مما فى خاطرنا، وفى فمنا ؛ولكن حبها يجمعنا، وتجمعنا أنشودة سيدة الغناء العربى أم كلثوم من كلمات الشاعر الكبير أحمد رامى " مصر التى فى خاطرى وفى فمى أحبها من كل روحى ودمى".
إن هذا الحب يترجمه الأغلبية الكبيرة من مصريين الخارج - تشير التقديرات إنهم نحو 14 مليونا - من خلال دعم الوطن قولا وفعلا، قولا بالتصدى لأى محاولة إساءة والرد عليها، وفعلا من خلال السعى للاستثمار فى مصر، وجذب السياح وتحويل الأموال عبر النظام البنكى والطرق الشرعية .
إن هذا الحب يتمثل فى رغبة المصريين فى الخارج فى استمرار نهضة الوطن، وفى الحرص على جذب مستثمرين للعمل فيها، وتأسيس شركات جديدة فيه، للمساعدة فى تحقيق نمو اقتصادي، ونهضة تنعكس على كل المصريين .
إن هذا الحب يتمثل فى رغبة للعودة إلى الوطن ؛لقضاء بقية الحياة فيه، أو التوصية بدفن الجثمان وعودته لحبه القديم، الذى لا يمكن أن تمحوه حضارة الغرب وأموالها وأضواؤها ورفاهيتها .
ولا شك أن المصريين فى الخارج، ، سواء من خلال اتحاد الجاليات، أو من خلال الكيانات المختلفة لديهم أفكار طموحة من الضرورى الاستماع لها، وتنفيذ ما يمكن منها، علاوة على الحرص على التواصل معهم، سواء من خلال مؤتمرات وزارة الهجرة، أو من خلال السفارات والقنصليات وتقديم كافة الخدمات لهم، وحثهم على الترابط وزيادة العلاقات بين كافة ابناء الوطن .
وكلى ثقة أن إعلان السفيرة سها جندى وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج خلال فعاليات النسخة الرابعة من مؤتمر "المصريين فى الخارج"، تدشين شركة المصريين فى الخارج والتى ستشارك بحصص فى المشروعات القومية ذات العائد المرتفع، وسيتم طرح أسهمها للمصريين فى الخارج، سيكون خطوة قوية نحو الاستفادة من ابناء مصر فى الخارج .
وكلى ثقة من خلال ما شاهدته ولمسته خلال مشاركتى فى المؤتمر الرابع والحديث مع بعض رؤساء الجاليات والمشاركين، أن القادم أفضل، وأن النية موجودة للاستفادة بشكلٍ مناسب مع المصريين فى الخارج، مع توسيع دائرة التعامل معهم الفترة المقبلة .
وكلى ثقة أن الشركة الجديدة التى يجرى العمل على اتخاذ إجراءات تأسيسها بالتعاون بين الوزارة ووزارات التجارة والصناعة وقطاع الأعمال والمالية والزراعة والسياحة، وأيضًا الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، والهيئة العامة للرقابة المالية، والبورصة المصرية، فضلًا عن البنك المركزي، . ستكون نقطة انطلاق قوية، بحيث تظل مصر فى خاطرهم كما هى تماما فى خاطرنا .