كنت فى زيارة لمدينة مرسى مطروح، فى عيد الفطر، لقضاء ما تيسر من الأجازة مع الأهل والأصدقاء، وقد لمستُ تحسناً فى هذه المدينة "البِكر"، استعدتُ معها سنوات الازدهار فى عهد المحافظ الأسبق الفريق محمد الشحات، الذى يطلقون عليه "أمير القلوب" فى محافظة مطروح مترامية الأطراف.
يعرف اللواء علاء فتحى أبو زيد، المحافظ الحالى لمطروح، طبيعة أهالى الصحراء الغربية، الذين أثبتت التجارب السابقة أنهم الأكثر حرصاً على استقرار البلد، وأنهم يكنون كل التقدير للقوات المسلحة وقادتها، باعتبارها العمود الفقرى لاستقرار الوطن.
"أبو زيد" عمل قبل أن يتولى منصبه الحالى مديراً لمكتب المخابرات الحربية بمطروح، حيث يرتبط بعلاقات طيبة مع عمد ومشايخ القبائل وكذلك رابطة شباب مطروح، سهلت من مهمته كثيراً عندما تولى منصب المحافظ.
كان للمحافظ الحالى الفضل فى إجراء أول مصالحة وطنية بين فئات المجتمع البدوى (عمد ومشايخ القبائل، الأزهر والكنيسة والأوقاف، ورابطة شباب مطروح). وكانت المحافظة من أولى المحافظات التى عقدت تلك المصالحة الوطنية لاستكمال مسيرة التنمية على أرض الساحل الشمالى والمنطقة الغربية، ثم مبادرة تسليم الأسلحة غير المرخصة التى نادى بها الرئيس عبد الفتاح السيسى، حيث كانت مطروح أول المحافظات التى سلمت 1500 قطعة سلاح مع بداية المبادرة.
ما قاله عدد كبير من ممثلى المجتمع المطروحى، سواء الذين التقيتهم فى القاهرة على هامش إفطارات "الأسرة المصرية" مع الرئيس السيسى، أو من خلال لقاءاتى مع الأهل والأصدقاء فى مدينة مرسى مطروح، يؤكد أن "أبو زيد" يسير بخطى ذكية، حيث تسود الآن حالة من الود والتفاهم والتناغم بين السلطة التنفيذية والشعبية بمطروح.
ولا شك أن مجهودات الرجل، الذى يدين بالفضل دائماً للرئيس السيسى، حتى خلق حالة من الرضا التام بين الأهالى والقيادة السياسية، تؤكد أنه الأجدر على استكمال مسيرة التنمية بالمحافظة خلال الفترة المقبلة، خاصة أنه نجح فى القضاء على مشكلة نقص مياه الشرب بافتتاح محطتين للتحلية بطاقة 48 ألف متر مكعب يومياً، كما تبلورت مجهوداته فى إنشاء المدينة السكنية الجديدة بالضبعة بعد تسليم الأهالى الأرض دون قيد أو شرط للقوات المسلحة حباً فى وطنهم، لبناء أول محطة نووية مصرية.