نحن لسنا فئران تجارب لنظرياتكم «الفنكوشية» المدمرة للبلد.. وأنتم السبب فيما نحن فيه الآن
إلى أصحاب الحقوق الحصرية للفهم فى كل شىء، من الإبرة للصاروخ، وإلى تجار وجبات «الياخنى وعصير الفخفخينا»، وإلى أصحاب فراشات إقامة الأفراح فى خراب البلد، وسرادق العزاء فى استقرارها وأمنها، ممكن حضراتكم، بعد إذنكم «اسكتوا خالص ولا نسمع لكم صوتا...!!!»
هؤلاء الذين يحشرون «أنوفهم» فى كل كبيرة وصغيرة، ويتحدثون كخبراء وجراحين لعمليات تغيير القلوب البشرية، بقلوب صناعية بلاستيكية، وجعلوا من المصريين فئران تجارب لنظرياتهم وشعاراتهم الحنجورية التى لا تسمن ولا تغنى من جوع.
هؤلاء، هم نفس الوجوه لكل المراحل، مع إضافات بسيطة من نفس العينة، من البرادعى لصباحى للأسوانى وأبوالفتوح وأيمن نور لكل جماعة الإخوان الإرهابية، وممدوح حمزة وكمال أبوعيطة، إلى أقباط المهجر، وانضم إليهم مجموعة النحانيح والحقوقيين من عينة خالد تيتانيك، وجمال عيد وعلاء عبدالفتاح وأسماء محفوظ وأحمد دومة، وهؤلاء جميعا أبطال مشهد 25 يناير، أو «البقرة المقدسة» التى لو نطقت حرفا من حروف سيرتها تقع عليك كل الحدود البشرية من قتل وتنكيل وقطع الرقاب والأرجل واغتيال السمعة، ثم انضم إليهم أيضا مجموعة اتحاد ملاك ثورة 30 يونيو، من الذين تدثروا بعباءة المالكين الحصريين للمعلومات السرية والخطيرة، من عينة بعض من أتباع مبارك، وأتباع أحمد شفيق ودراويش عكاشة. كل هؤلاء اتحدوا على المنافسة فى إثبات من كان لديه الحق، ومن الذى ثبتت صحة نظرياته «الياخنية والفخفخينية والفنكوشية»، والمصيبة أن هؤلاء جميعا اتفقوا فى الآونة الأخيرة، وتخندقوا فى خندق واحد ضد الوطن، والعمل على تأجيج الشارع، وترويج الأكاذيب والشائعات، وكان آخرها قضية ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه المصرى.
هؤلاء، حيرونا، وقرفونا، وحولوا حياة معظم المصريين الوطنيين الشرفاء إلى مرار وحنظل وقرف ويأس وسواد وقتل الأمل ودفنه فى صحراء الربع الخالى، ما من شائعة حقيرة إلا وتجدهم أبطالها، وما من مأساة إلا وتجدهم فى مقدمة المتباكين، والمولولين، واللاطمين للخدود، والمقيمين لشعائر «الندب والصراخ وتقطيع الهدوم»، هؤلاء تحولوا أخيرًا لخبراء فى العملات الصعبة وفى القلب منها الدولار، وتحدثوا عن انهيار البلاد، وثورة الجياع المنتظرة، وأن سعر الدولار سيصل إلى 16 جنيهًا، وربما يصل إلى مائة جنيه، والمصيبة أن هؤلاء جميعا لم يعجبهم الحال عندما كان الدولار بخمسة جنيهات فى 2010، وكان حجم الاحتياطى النقدى 38 مليار دولار، وكان معدل النمو %7، ووصلت معدلات السياحة إلى أرقام لم تصلها مصر عبر تاريخها، حيث بلغ إجمالى دخل مصر من السياحة 15 مليار دولار.
وكانت حينها كل المؤشرات تؤكد أن مصر تخطو خطوات اقتصادية عملاقة، بجانب الاستقرار والأمن والأمان، ولم يكن يهدد مصر الموت عطشًا لبناء سد النهضة، ولم يكن يهدد مصر جماعات وتنظيمات إرهابية تقتل يوميا خيرة شباب ورجال مصر. ورغم كل ذلك لم يعجب هؤلاء، بل أعلنوا سخطهم الكبير ضد نظام مبارك، ونادوا بثورة ضده، وأسقطوه فى عملية خداع وقحة، وتسببوا فى تدمير البلد، وقضوا على السياحة، وتسببوا فى إسقاط الدول التى كانت تفتح أبوابها للعمالة المصرية فى ليبيا واليمن والعراق وسوريا التى كانت ترسل المليارات من العملة الصعبة.
وأقول لهؤلاء.. أنتم وراء ما تمر به مصر حاليا، لا عاجبكم وضع اقتصادى مزدهر قبل 2011، ولا عاجبكم محاولات إقامة مشروعات عملاقة حاليا، ولا عايزين تصبروا حتى تجنوا ثمار هذه المشروعات، وتتحملو جزءا من التعب والألم، إذن أنتم عايزين فقط، فوضى، وتمكين جماعات إرهابية من البلد، وكمان تثبتوا أن نظرياتكم صح.. يا أخى منك ليه، هو إحنا فئران تجارب لكم؟! ارحمونا واختفوا أو تصمتوا للأبد...!!!