شلة المشتاقين والباحثين عن السلطة يستخدمون السوشيال ميديا لتمزيق نسيج المجتمع المصرى
الناس زعلانة، غاضبة، ناقمة، وكلما تلوح فى الأفق بارقة أمل، سرعان ما تظهر سحابة سوداء اللون تبددها، ويبدأ مشوار اليأس من جديد، ونثر الإحباط والارتباك، وهى أمور متعمدة، تشارك فيها جماعات وجهات رسمية، وتستخدم مواقع تمزيق نسيج المجتمع المصرى، «السوشيال ميديا سابقاً» لضرب استقرار مصر.
نعم، الحرب على مصر متعددة الجهات، فى الداخل والخارج، وهدفها الرئيسى إسقاط البلاد فى بحور الفوضى، وألا تقوم لها قائمة يومًا، وللأسف، استغلت هذه الجهات والجماعات والحركات «25 يناير» فرصة ذهبية لتنفيذ مخططاتها، كما ظهرت مجموعة الانتهاز السياسى، لتوظيف كل هذه المخططات لمصلحتها بالسيطرة على السلطة.
عدد كبير من الجماعات والحركات فى الداخل لا تفعل شيئًا فى مصر إلا البكاء، ونشر اليأس والإحباط، من خلال كتائبها التى جندتها، سواء قبل «25 يناير»، أو بعدها، وهى الكتائب التى لم تتغير بوجوه قادتها وأعضائها فى كل العصور، وتحديدًا منذ عصور السادات ومبارك والمجلس العسكرى وعدلى منصور والسيسى، كل همهم تشويه أى إنجاز، وتضخيم الهفوات والأخطاء، وكأنهم خلقوا أشقاء الشياطين، يزينون الشر أمام الناس، ويشوهون الخير.
الإخوان وأعوانهم، 6 إبريل، والاشتراكيون الثوريون، ونحانيح الثورة ونشطاء السبوبة، وشلة عبده مشتاق، بقيادة الكاهن المشتاق الأعظم حمدين صباحى ورفقاء دربه، البرادعى وأبوالفتوح، وراء كل ما يحدث الآن فى مصر.
وأعلم أن دراويش ومريدى هذه الجماعات والحركات وشلة عبده مشتاق لديهم مبررات مكتوبة وجاهزة، مثل «النموذج»، موزع على الجميع، يتضمن أن هؤلاء لم يحكموا، ولم يحصلوا على أى فرص، وأنهم الآن بعيدون عن المشهد تمامًا، وهى إجابات كاذبة وفجة وسمجة، لأن الإخوان حكموا، ودفعوا البلاد على حافة الهاوية، ولولا تدخل الشعب المصرى بنفسه فى 30 يونيو لإنقاذها من السقوط المدوى، لكانت قد غرقت فى بحور الفوضى والفناء.
وأيضًا شلة المشتاقين والباحثين عن السلطة، عبر ترديد شعارات تدغدغ مشاعر البسطاء والغلابة، تصدروا المشهد السياسى، وكانوا يمثلون ضجيجًا دون طحن، فلم يظهر واحد منهم أى إمارة نشمّ منها بادرة كفاءة مهنية أو سياسية، سواء من خلال الكيانات الكارتونية الورقية التى أسسوها، ويطلق عليها أحزاب سياسية، ولا يسمع عن اسمها عشرة مواطنين مصريين فقط، أو من خلال أعمالهم الخاصة، فلم يظهروا أى تفوق على الإطلاق، بل تمت الاستعانة بأبرز رجالهم طوال السنوات الخمس الماضية فى موقع المسؤولية، وحملوا حقائب وزارية مختلفة، ومناصب محافظين، وللأسف جميعهم سطر مجدًا فى الفشل، ولم يستطع واحد منهم إبراز أمارة واحدة تؤكد أنه يتمتع بأى نوع من أنواع الكفاءة، غير كفاءاتهم الحقيقية كتجار شعارات، وبيع كلام فقط.
هؤلاء جميعًا يصرخون الآن ويولولون، ويقارنون بين ما يحدث للدولار، وبين زمن مبارك الجميل والرائع، مع أن هؤلاء أنفسهم كانوا يولولون فى عصر مبارك، وخرجوا فى ثورة 25 يناير لإسقاطه، دون أن يدركوا العواقب الوخيمة لذلك، وظلوا يمارسون تدميرهم فى شيطنة البلاد، من أحداث محمد محمود، لمجلس الوزراء، لحرق المنشآت ومحاصرتها، ثم كان بلاؤهم الأعظم محمد مرسى العياط، عندما أقاموا حفلة «عصير الليمون» لاختياره، فكانت الكارثة الحقيقية.
وعندما استيقظ المصريون فى 30 يونيو اكتشفوا كارثة تدمير الاقتصاد، وبناء سد النهضة، وتغلغل الجماعات الإرهابية على كل شبر فى مصر بسبب «25 يناير»، واختيار المعزول محمد مرسى، وبدأت مرحلة الإصلاح الجادة للنهوض بالبلاد، وإقامة المشروعات العملاقة، وإعادة الاستقرار، فلم يرضهم، وخرجوا الآن لبذل الجهد لتدمير كل هذه المحاولات!