3 أنواع من الأحكام تصدرها محاكم التفتيش الإسبانية التى تعد أسوأ محاكم عرفها التاريخ الإنسانى فى حق من اتهم بممارسة الإسلام سراً، أمس طرحنا أول الأحكام المتوقعة وهى البراءة، واليوم نواصل معرفة بقية الحكمين وهما الجلد: وقد كان المتهم يساق إلى مكان عام عارياً تماماً وينفذ به الجلد، وغالباً ما كان يموت تحت وطأة الجلد، فإن نفذ وكُتبت له الحياة يعيش كوضع المحكوم بالبراءة من حيث الإعاقة ونبذ المجتمع له.
الحكم الثالث هوالإعدام: وهو الحكم الأكثر صدوراً عن محاكم التفتيش، ويتم الإعدام حرقًا وسط ساحة المدينة، وفى بعض المراحل صارت المحاكم تصدر أحكامًا بالسجن، وبسبب ازدحام السجون صارت تطلق سراح بعضهم وتعدم آخرين من دون أى محاكمات، وفى بعض الحالات تصدر أحكاماً بارتداء المتهم لباسًا معينًا طوال حياته، مع إلزام الناس بسبه كلما سار فى الشارع أو خرج من بيته، وفى هذه الأحكام كما قلنا لا يُستثنى أحد بسبب العمر، فهناك وثائق تشير إلى جلد طفلة عمرها أحد عشر عاماً مائتى جلدة، وجلد شيخ فى التسعين من عمره بثلاثمائة جلدة، وحتى الموتى كانوا يخضعون للمحاكمة فيتم نبش قبورهم.
واستمرار الاضطهاد: كل هذه المحاكم والأساليب لم تنجح فى إجبار المسلمين على ترك دينهم كما تريد الكنيسة التى أدركت مدى عمق الإيمان بالعقيدة الإسلامية فى نفوس الموريسكيين، فقررت إخراجهم من إسبانيا، فأصدر مجلس الدولة بالإجماع فى 30/1/1608م قراراً بطرد جميع الموريسكيين من إسبانيا، ولم يحل شهر أكتوبر العام 1609م حتى عمَّت موانئ المملكة وبلنسية من لقنت جنوباً إلى بنى عروس شمالاً حركة كبيرة، فرحل بين 9/1606م إلى 1/1610م نحو 120.000 مسلم من موانئ لقنت، ودانية، والجابية، ورصافة، وبلنسية، وبنى عروس، وغيرها وغدا نواصل كشف الماسأة التى لم تؤرخ بالشكل الحقيقى حتى الآن.