لا أعرف أذا كان الأديب العالمى نجيب محفوظ فى كتابة وفيلمة الشهير (ثرثرة فوق النيل) أن كان أراد أن يقول رائية بصراحة فى أهل الفن والوسط الفنى بعد هزيمة يونيو 67 !!
هناك مشاهد موجودة فى الفيلم أرادمن خلالها أن يوضح الحال الذى ألت الية السينما المصرية فى ذلك الوقت فى فترة "الستينات" بعد عمليات التأميم التى طالت جميع أنحاء الحياة فى مصر وكان من ضمن من وصل اليهم قطار التأميم هى "السينما المصرية "مما أدى الى وصول حال السينما الى ماألت علية من تدهور كبير
المشهد الأول:
مشهد فى غاية الروعة فى الفيلم حينما تأتى بعض الطالبات لزيارة الأستديو لمشاهدة الفنان "رجب القاضى " وكان يقوم بهذا الدور الفنان احمد رمزى وظهر لهم وهو يلبس لبس رقاصة وتأتى لة طالبة الأداب قسم الفلسفة . واللي هيا معجبة بكل أدوار رجب، وغاوية تمثيل، وبتسألة: هيا جملة - الطشت قالي - بترمز لإيه ؟ وهنا لأن السؤال كان مفاجاءة لة فقال لها هيا بترمز لانقطاع المياه في الأدوار العليا وهنا ترد علية بالقول المفاجىء دا الفن الهادف اللي بيعالج مشاكل الناس!!
لم تكتفى بذلك بل طلبت منة ان يعلمها التمثيل ويوافق لكن يقول لها وهو يصب لها البيرة كما هو فى المشهد الممثلة لازم تشرب . وأول درس في التمثيل : القبلة .قربي . قربي . كمان . أحضنيني!!
المشهد الثانى:
يوضح فية كل الأمور وكاشف للحقيقة "عندما تأتى الصحفية "سمارة بهجت "الى العوامة بعد ألحاح "رجب القاضى "لها لكى تحضر وكان هذا عبر الهاتف ,وبعد تفكير عميق قررت الحضور الى العوامة وكان متواجد هناك شلة الفنان و من ضمن الموجودين أحد الأدباء "خالد منصور "الذى رحب بالصحفية وقال لها إظهار أنكى بتتقللى علينا علشان تحضرى تسهرى معانا ,فردت قائلا لى ابدا إصلى بجهز نفسى لزيارة الجبهة فتدعوهم لزيارة الجبهة للمساندة الجنود وقالت لهم السيارة هتتحرك من ميدان "التحرير "الساعة "9" صباحا ,فيرد عليها الناقد الفنى " على "الذى كان موجود فى السهرة مع صديقتة يقول لها بإستهزاء أتفضلى حضرتك روحى الجبهة وساندى الجنود ,واناهنا هقعد فى العوامة مع جبهتي هنا ألماظية ,,وهنا تتدخل فى الحوار الموظفة "ليلى زيدان "وتقول لها أذا كان هناك مصوريين وصحفيين أنا عندى فستان حلو ومعنديش مانع أن احضر وينفع للمناسبة هنا ..وكان رد الصحفية"سمارة بهجت " على الفور لها بالقول أحنا مش رايحين نصور نصور فيلم هناك أحنا هنصور جنودنا الأبطال .
وهنا يوضخ أن الفنان رفض الدعوة طلما أنها جاءت لة من الصحافة وليست من السلطة !!!
الذى جعلنى ان اذكر القارئ بهذة المشاهد الثلاثة فى الفيلم هو ماتناولتة الأخبار فى الصحف العالمية وكمان تناولتة الصحف العربية والمصرية فى عناوين بارزة وتقول .
" دعمت نجمة هوليود وسفيرة النوايا الحسنة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين أنجلينا جولي 200 ألف دولار دعماً لصندوق ملالا لتعليم الفتاة في باكستان. ولم تكتفى أنجليا جولى بالزيارات الى معسكرات اللأجئين بل قررت تمويل بناء مدارس للإناث فى أفغستان .
تأتي من أميركا, من آخر الدنيا, لتزور اللاجئين السوريين,...
الفنانين العرب الذين نراهم الا فى الحفلات والسهرات الخاصة والعامة ونراهم فى برامج المسابقات من أجل حصولهم على حفنة من الدولارات ويتم أهانتهم " ولا عزاء للفنانات العربيات المنشغلات في النفخ والشفط والتسكع في اكسفورد ستريت والشانزليزية.لا عزاء اللفنانات السوريات اللواتي انقسمن الى قسمين. فمنهن من تشبح لصالح بشار الاسد وتحرض على شعبها وتصفه في بأوسخ الأوصاف, ومنهن من نأت بنفسها وكانها من كوكب اخر ولا تمت الى سوريا بصلة. فشدت الرحال الى القاهرة تتسول دور هنا او دور هناك وتظهر على شاشات التلفاز تتحدث عن اعمالها وكانها لا شيء يعنيها. طبعا هناك القلة ممن وقفن مع الشعب . اما فنانو سوريا, فلا تبعد دمشق عن "مخيم الزعتري سوى ساعة واحدة فقط, ولم يقم أي فنان منهم بزيارة المخيم!!!!!! أين دريد لحام وأيمن زيدان وسلاف فواخرجي ورفيق السبيعي ورشيد عساف.......وغيرهم؟؟؟؟!!!!!!
انجلينا جولي لم تفضح الفنانين العرب فقط بل فضحت الكثير من السياسيين أيضا !!!
وصمة عار!!
اما القصة التي تعتبر وصمة عار على جبين معظم الفنانين العربعندما اذاعت الأمم المتحدة أن انجيليا جولي قد تبرعت بمبلغ 100 ألف دولار للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، لتعزيز المساعدة التي تقدمها هذه الوكالة، التابعة للأمم المتحدة، للاجئين السوريين . وقامت بتبني طفل سوري فقد والداه ولم تتباكى على معاناته ولم تذرف دموع التماسيح .
انجيليا جولي زارت مخيمات اللاجئين بلبنان. واللاجئين الصوماليين بكينيا. تنزانيا. سيراليون وغيرها ولم تبدي، أي خوف من أمراض معدية أو اعتداء أو اختطاف أو إصابة بتفجيرات قد تشوه جمالها الشهير أو تسلبها حياتها. رغم أن هذه المصائب ليس أسهل من حدوثها في تلك الأمكنة المنكوبة سياسياً وطبيعياً
كنت أتمنى أن يساهم الفنان العربي ورجال الاعمال العرب وأن يفعلوا كما فعلت انجيلي جولي وكما فعل كبار رجال الاعمال في امريكا بالتبرع بجزء كبير من ثرواتهم لأعمال الخير واذكر منهم بيل جيتس الذي تنازل عن معظم ثروته وملياراته وترك لابنه مبلغا صغيرا جدا بضعة ألاف من الدولارات فقط فسئل أيكيفه هذا المبلغ فقال اكثر من ذلك يعتبر مفسدة .
اعتدنا على مساهمة الفنان العربي في أي مأساة يتعرض لها شعب عربي ان يناشد الفنان المتبرعين وعندما يسال أحيانا لماذا لايقدم شيئا يكسر يده ويشحد عليها :" منين يا حسرة ".
وبعد أن يشكوا الفنان العربي قلة الحيلة وضيق ذات اليد نفتح أي موقع فنقرا عن حياة البذخ التي يعيشها وأجورهم الخيالية التي يشترطها بملايين الدولارات ورجال أعمال يجيدون فن التباكي على الضحايا على شاشات الفضائيات .
ذات مرة سال احد الصحفيين فنان من مصريا كبيرا قائلا : يقال بأنك أصبحت مليونيرا وانك تتقاضى أعلى اجر". فقال الفنان الهمام :" ماذا يعني مليونير .. مليون جنيه لا تساوي شيئا اذهب بها للسوبر ماركت تشتري بها بضعة أغراض للبيت !!".. ممكن حد يقولى بقى (هيا جملة - الطشت قالي - بترمز لإيه ؟
أثرياء الفن يتمتعون باموالهم ,,, انجلينا جولي تدعم فقراء المسلمين ,,,.
ملحوظة فى بداية المقال طرحت سؤال يعنى أية الطشت قلى !! بعد المتخصصين فى عالم الغناء قالوا عن الطشت أنها عنواناً للمرحلة مثل « العتبة جزاز والسلم نايلون فى نايولون ز »خاصة أن هناك من قال أن (هذه الأغنيات إنما كانت ترجمة لتوجهات عبدالناصر لتخفيف حالة الحزن التي أعقبت الصدمة المروعة بعد زلزال الهزيمة عندما أوصي أجهزة إعلامه بالتسرية عن الناس وبث مواد خفيفة أو بالأحري تافهة تنسيهم الكارثة التي حاقت بالوطن). بعد مراراة هزيمة 1967،!! علامات التعجب من عندي
بل وما زاد الطين بلة –
أن مثل هذة الأغنيات التى أطلت علينا بعد هزيمة 67 أقل ما يقال عنها إنها جريمة فعل فاضح في فرح عام مما يعكس سلوكا جماعيا لشعب رافض أن يسمع ما ينبغي عليه أن يسمعه من كلمات شعر في أغان وتحول كالطوفان ليسمع لا شيء لأن أي أغنية ثلاثة أرباعها كلمة " إإإيه " ..! الأمر الذي يعد مؤشرا على أن المجتمع ترك الجد وراح كالطوفان للهلس ولسماع الكلام الفارغ من أي معنى وعنما يحدث هذا يكون ذلك المجتمع في خطر !
معلش بقى انا الطشت بيقولى تعالى استحما !!!!