محمد الروبى يسأل: ما الذى نريده من الثقافة ؟


منذ أكثر من ثلاث سنوات، إبّان حكم الإخوان، سألنى صديقى الشاب عن جدوى إقامة المؤتمرات الخاصة بالثقافة بشكل عام والمسرح بشكل خاص، وكان ذلك بمناسبة دعوة كنت أطلقتها على صفحتى وفى أكثر من موضع إلى ضرورة عقد مؤتمر للمثقفين المصريين، وتساءل الصديق الشاب بمنطق يبدو محكما: "كيف نقيم مؤتمرا يناقش علاقة الدولة بالثقافة ، ونحن نوقن أن النظام الحاكم الآن هو ضد الثقافة من الأصل، فكيف سينصت نظام كهذا إلى ما سنقول ؟ وبأى نظرة ساخرة سيرميننا من يرى فى الجهل سر بقائه ؟"

ومع اتفاقى الكامل مع وصف الصديق للنظام الذى كان يحكمنا آنذاك، إلا أننى بادرت بمخالفتى له فى "عدم الجدوى " ، وقلت له أن مؤتمراتنا ليست للنظام يا صديقى ، ولكنها للناس، أولئك الذين يحاول النظام إقناعهم بأننا لسنا أكثر من مجرد أبواق زاعقة بالرفض الأجوف الذى لا يحمل أية رؤية للتنمية . وهى الحجة التى نساهم فى تأكيدها – دون قصد – كل يوم ، لأننا – حتى الآن – لم نجتمع على رؤية تتحلى بالعلمية فى كيف نرى العلاقة بين الدولة والثقافة فى ظل متغيرات نسلم بها جميعا ، وتحت وطأة خطر نستشعره جميعا .

وهنا بادرنى الشاب بسؤال عن : " وماذا عن المؤتمرات التى عقدت من قبل ؟ ألم تكن كافية ؟ " فأجبته على الفور : لا يا صديقى لم تكن ، فعلى الرغم من أهميتها ، إلا أنها ستظل محصورة فى خانة الرفض العام ، أو ما أسميه أنا الرفض الناقص ، الذى لا يكتمل إلا بوضع رؤية شاملة لمعنى الثقافة ودورها ومناقشة عمل كل مؤسسة وفقا لهذه الرؤية وذلك الدور . وهذا تحديدا هو ما استهدفته من دعوتى التى لم أكّل عنها منذ إسقاط نظام مبارك وحتى الآن .. ولن أكّل .

وها أنا وبعد أكثر من ثلاث سنوات وبعد أن رحل ( الإخوان ) أكرر الدعوة إلى عقد مؤتمر للمثقفين، مؤتمراً علمياً ، يعكف فيه المؤتمرون على بحث علمى فى الرؤية العامة وفى التفاصيل ، يحاول البحث عن إجابات تفصيلية عن جدوى بقاء وزارة الثقافة أو إلغائها ، وعن جدوى بقاء كيان ( أراه شخصيا بلا فائدة إن لم يكن معيقا ) اسمه المجلس الأعلى للثقافة ، وعن علاقة الدولة بالسينما وكيف يمكن الخروج بمشاريع قوانين تمنع ما أسميه ب ( الاحتكار السينمائى ) ، وعن آليات جديدة للعمل المسرحى العام ، وعن علاقة الدولة بالنشر والجدوى الحقيقية من توزيع النشر على مؤسسات الدولة المختلفة ( هيئة كتاب وهيئة قصور ثقافة ومجلس أعلى ومركز ترجمة ). وعن الفلسفة الجديدة المفترضة للثقافة الجماهيرية ، وما الذى يعنيه حقا مصطلح ( ثقافة جماهيرية ) ، وهل ما تزال الرؤية التى أنشئ على أساسها ( جهاز الثقافة الجماهيرية ) فى الخمسينيات من القرن الماضى صالحة ( كلها ) للاستمرار الآن ، وما الذى يجب علينا استبعاده ولماذا ؟ ... و... و... وهكذا.

وأظن أن مؤتمرا كهذا سيمكننا من وضع إستراتيجية كاملة وواضحة نرفعها فى وجه المسئولين كراية اعتراض عملية وكاشفة لقصورهم وتقاعسهم المتعمد ، لنجبرهم على تنفيذ رؤية صاغها المثقفون المصريون واتفقوا على أنها الأصلح لمصر ولنهضتها الحقيقية .



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;