حقيقة العلاقات السعودية الإسرائيلية

أؤكد أن ما كشفت عنه صحيفة "هـآارتس" الإسرائيلية منذ ايام عن زيارة الفريق (أنور عشقى) رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية بجدة، ومستشار خادم الحرمين الشريفين للشئون العسكرية والأمنية، إلى "إسرائيل" فى الأسبوع الماضى (ليس بجديد) وأن التطورات التى حدثت بالمنطقة، بعد توقيع الاتفاق النووى الإيرانى وما تبعها من توطيد للعلاقات بين واشنطن وطهران، قد فرضت على المملكة العربية السعودية ضرورة السعى لإقامة علاقات غير رسمية مع "إسرائيل"، ولاسيما فى ظل تطلعات توسعية ومذهبية لأبناء فارس فى المنطقة.

فعلى الرغم من تعمد الصحف الإسرائيلية تسريب خبر لقاء وصور الفريق (عشقى) مع عدد من أعضاء الكنيست، وتأكيدها على أن السعوديين يريدون الانفتاح على "إسرائيل" واستكمال المسيرة التى بدأها الرئيس السادات، فى وجود علاقات علنية مع "إسرائيل" إلا أننى أؤكد أن هذا لم يكن اللقاء الأول الذى يجمع مسئولين إسرائيليين وسعوديين.
حيث بثّت القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلي منذ فترة ، صوراً حيه للقاء جمع الفريق (أنور عشقي) ، مع (دوري جولد) المدير العام السابق بوزارة الخارجية الإسرائيلية، ورئيس مركز القدس للقضايا الإستراتيجية ، والذى كان مرشحا بقوه لتولى حقيبة الخارجية في الحكومة الإسرائيلية، وهو اللقاء، الذى وصفته القناة العبرية وعدد من الصحف الإسرائيلية بالتاريخي معتبرة إياه (تطبيعاً) انتظرته إسرائيل طويلا. ً

ورغم تأكيد "عشقي" أن المملكة ترفض أي لقاءات رسمية مع مسئولين إسرائيليين، وانه حضر اللقاء بشكل غير رسمي تلبية لدعوة رسمية من مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي في واشنطن لإلقاء محاضرة، في ذات الوقت الذي تم فيه دعوة "دورى" لإلقاء محاضرة في ذات الندوة، إلا أننى أؤكد أنه من المستحيل أن يقدم عشقي أو أى شخصية في المملكة ـــ أيا كان حجمها أو منصبها ـــ على أى من تلك اللقاءات دون موافقة ومباركة القيادة السعودية، وهو ما يؤكد وجود اتصالات خلف الكواليس بين السعودية و"إسرائيل" وجميعها تصب فى مواجهة إيران

ولعل ما يرجح هذه الفرضية، هو تأكيد عشقي فى ذات اللقاء على أن (إيران هي العدو الرئيسي للدولتين، وأن سياسة النظام القائم في طهران تؤكد أنها العدو الحقيقي للمملكة، مشيرا إلى أن استمرار إيران فى طموحها للعودة للدولة الفارسية، سوف يظل يزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط،

كما كشف الكاتب الإسرائيلى (سمدار بيري) إن اللقاء الذي جمع الجنرال السعودي مع دوري جولد لم يكن الأول، بل (الخامس) مؤكدا أن لقاء استخباراتي على مستوى عال، كان قد جمع الأمير (تركي الفيصل) و(عاموس يدلين) والجنرال (عشقى) منذ عدة أشهر، وأن عشقى أجرى لقاء علنيا مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية فى الدوحة في أبريل من العام الماضى، دون أدنى ممانعه منه، فى لقاء يُعد الأول لمسئول سعودي مع صحيفة إسرائيلية.

أؤكد أن اللقاء الذى جمع الجنرال عشقى مع أعضاء من الكنيست فى "إسرائيل" الأسبوع الماضى، وما سبقة وما سيتبعه من لقاءات من هذا النوع، قد فرضتها طبيعة التطورات الجارية فى المنطقة على المملكة، وأن السعوديين ليسوا بالغباء الذى يسمحون فيه بظهور مسئول على ذات أهمية (عشقى) علنا مع مسئوليين إسرائيليين أكثر من مرة، وأن هناك رسالة يهدفون إلى توصيلها بقوة من وراء هذا الظهور، وأعتقد أن هذه الرسالة موجهه بشكل مباشر إلى (طهران).

دعونا ننتظر ما ستسفر عنه الأيام، وإن كنت على قناعة بثوابت العملية الساسية التى تؤكد أن (عدو اليوم صديق الغد ، وصديق اليوم عدو الغد).



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;