الصحفى الأمريكى «سيمور هيرش» يمثل عقدة مهنية كبرى لـ«يسرى فودة» تفوق «عقدة إيزيس»
يسرى فودة، إعلامى يرى فى نفسه، وهو حر طبعا، أنه المالك الحصرى الوحيد للمهنية، وعبقرى زمانه وأوانه الذى لم تنجب مثله الصحافة المصرية عبر تاريخها، وأنه أعظم من رائد صحافة العمق، الصحفى الأمريكى العبقرى «سيمور هيرش».
وأؤكد بكل أريحية، أن الصحفى الأمريكى «سيمور هيرش» يمثل عقدة مهنية كبرى ليسرى فودة، تفوق «عقدة إيزيس» الشهيرة، ويبذل جهدا مضنيا لارتداء عباءة الرجل، والظهور أمام الكاميرا فى شكل الإعلامى الموضوعى، القادر على انتزاع الحقائق من الضيف، انتزاع الشعرة من العجين.
سيمور هيرش، أو عقدة يسرى فودة، صحفى أمريكى فجر أخطر القضايا والقصص التى أحدثت دويا دوليا كبيرا، من مذبحة الجيش الأمريكى الشهيرة فى قرية «ماى لاى» الفيتنامية عام 1968، وترسانة إسرائيل النووية، واستخدام الجيش الأمريكى لليورانيوم المخصب فى حربه بالعراق، وكشف كذب إدارة جورج بوش حول حيازة العراق لأسلحة دمار شامل، بالوثائق والمستندات، وفضيحة سجن أبوغريب العراقى، وغيرها من القصص والقضايا التى أحدثت دويا وردود أفعال دولية، لذلك استحق لقب «رائد صحافة العمق» التى تعتمد على التحقيق الميدانى المدعم بالوثائق والأدلة.
ومن النقطة الأخيرة تتجلى بوضوح عقدة يسرى فودة، من سيمور هيرش، لذلك سارع بالترويج لما يسمى الصحافة الاستقصائية فى مصر والوطن العربى، فى تغيير لمصطلح «صحافة العمق» سواء عندما مارسها قولا وفعلا فى قناة الجزيرة عند تأسيسها، باعتباره أحد أبرز الآباء الأوائل من الإعلاميين المؤسسين، وحامل أختام دستور السياسة المهنية للقناة الصهيونية التى تم تأسيسها لتدمير الأوطان العربية، أو من خلال مشاركته بقوة فى ما يطلق عليها شبكة الصحافة الاستقصائية «أريج»، أو تأسيسه وحدة للتحقيقات الاستقصائية على هامش برنامجه الذى كان يقدمه على قناة «أون تى فى»، مسوقا لنفسه بأنه رائد الصحافة الاستقصائية فى الوطن العربى. ورغم أن يسرى فودة، يظهر علينا متدثرا بعباءة الموضوعية، وأنه أعظم من «سيمور هيرش»، فإنه أبعد ما يكون عن الموضوعية، وأول من زوج السياسة والأفكار والمشاعر الشخصية، بالمهنية، زواجا غير شرعى، ويكفى أنه كان أول من أعلن مساندته بكل قوة للمعزول محمد مرسى فى الانتخابات الرئاسية عام 2012، متبنيا حملة عصير الليمون الشهيرة، التى أغرقت البلاد فى وحل الانهيار والفوضى.
يسرى فودة، ومن فرط غروره المهنى الذى دفعه إلى الشعور بأنه أهم وأعظم من «سيمون هيرش»، يرى أنه يستطيع أن «يسد خُرم الأوزون بكف يده» لينقذ كوكب الأرض، والبشرية جمعاء من هلاك التغيرات المناخية الخطيرة، وأنه الوحيد القادر على ذلك، ولا يعترف مطلقا بأى فشل، وإذا طاله هذا الفشل فإنه على الفور يستخرج من مخزون دولابه الملىء بالشماعات لتعليق كل فشل على شماعة بعينها. فعندما فشل برنامجه فى مصر وانصرف الناس عنه، انصراف الإنسان من مرض الطاعون، سارع إلى دولابه واستخرج شماعة النظام الحالى ومطاردته له ومنعه من الظهور، لتعليق فشله حتى يتمكن من إعادة تدوير نفسه من جديد، وتسويق نفسه بشكل جيد، ووجد ضالته فى شبكة قنوات ومواقع «دويتشه فيله»، التى سخرت كل جهودها وأموالها للهجوم على مصر فقط، واستدعاء كل خصوم الشعب المصرى، لينفثوا سمومهم فى جسد مصر.
يسرى فودة الذى يرى فى نفسه «نجم الموضوعية»، لا يرى أى إنجاز على الإطلاق يتحقق على أرض الواقع فى مصر حاليا، لا من حيث تحسن ترتيب جيش مصر بين جيوش العالم وتفوقه على إسرائيل، أو حل مشاكل الكهرباء، وهى المشكلة الأخطر التى تواجه الشعوب، أو تحسن مراكز مصر فى هيئات التصنيفات الائتمانية العالمية، وفى منظمة الشفافية الدولية وتقدمها ما يقرب من 32 مركزا، ما يؤكد نجاح حملة تطهير البلاد من الفساد، بجانب التحسن الواضح فى معدلات الأمن والأمان فى البلاد.
كل الذى يراه يسرى فودة، هو تصديق الشائعات السياسية والاقتصادية، والمساهمة فى ترويجها لتأجيج الشارع، وإثارة القلاقل.