يحاولن الصراخ عسى ان يستمع إليهن أحد لكنهن يخفن من " الجلاد" - فكر مجتمع ذكورى - قضية شائكة تخرج منها الفتاة خاسرة لكل شئ نفسها ومستقبلها وتفاصيلها الكبيرة والدقيقة فلا تجنى غير نظرة احتقار منهم ومنه ايضا هذا الذئب الذي استباح كل شئ ونسج شباكه وعزف على أوتار الضعف ليهنأ بفريسته ثم يتركها لقمة سهلة وغصن يابس وفصل بائس أضحى كل عامه خريفا
"البنت دي شمال " جملة عادت لا تخلو أي جلسه شبابية من ترديدها وتسلط ذكوري في الفكر هو أولا وأخيرا من النتائج الطبيعية لترف ثقافة برجوازية مدعومة بفكر ديني تم تشويهه وتسليطه على شرائح واسعة من مجتمعاتنا وعبر سنين طويلة ودكة سلخ اجتماعى ستحيلها نظراتهم ما إن سقطت او ضعفت او تهاونت او سلمت واستسلمت
لو بحثنا عن بداية خيط تم نسجه في تلك الشبكة المعقدة نتيجة ظروف اجتماعيه قاسية احيانا ونفسية او اقتصادية احيانا اخرى لو جدنا ان الرجل هو اول من دق جرسا ووضع صرخة مذنبة ومظلومية عند إحداهن فرب البيت الذي تركها تُمارس حياتها دون وصاية ومبادئ وصاحبنا الذي تغزل ليصل إلي غرض في نفسه ويسقطها في غياهب المتاهة العاطفية وثالثهم ممن ضعف ووهن في أول اختبار حقيقي لمن وهبته أغلى ما لديها من مشاعر وأحلى ما تمتلك في شريط عمرها الناضج وأخر تلاعب بما يمتلكه من أموال او نفوذ او وضعية اجتماعية او حتى كلمات ووعود وحيل ليوقعها فريسة ويحيك خططه لاستباحتها واقتحامها
ظنى ان خسارة الفتاة لمشاعرها والتفريط فيها بعد التقريظ والتقرب إليها من أحدهم هو أجبن موقف وأذنب خطيئة من الممكن أن يقترفها "الدكر" ليس هذا فحسب بل اعتقادي أن هذا الذي يستخدمها او يستعملها ثم يهملهاويتركها مشروخة الروح مشدوخة الرؤية والرؤى معصوبة العين عن جمال الدنيا وما فيها كالجيفة التى تتقيأ بمجرد الاقتراب منها لذلك وجب عزله في مدينة خالية إلا ممن هم في مثل بيئته وعلي شاكلته مع مجموعه ليست قليلة من الذئاب يتعايشون معا
ايماني الكامل بأن الرجل الذي يمارس الرذيلة هو "شمال "ومن يتحدث مع إحداهن دون رؤية او حد فاصل للعلاقة " شمال " ومن يخرج معها من أجل بلوغ هدف او بغرض "العط" شمال لأن كل المبادئ السامية والفطرة التى فطر الله عليها البشر تؤكد مساواة المرأة في كل نشاط انساني يتمتع به الرجل
من تضحى لأجل من تحب هى امرأة نبيلة ومن تقف بجوار شخص وثقت فيه كريمة ومن وضعت نفسها ومالها ولحظاتها وغدت تحت تصرف أحدهم امرأة قل ان يجود الزمان بمثلها لا ترمقوها بنظراتكم ولا تستبيحوها بكلماتكم وغمزكم في لهوكم وجدكم ،، و من يحارب لأجل امرأة فارس ومن يبكى أصيلة شهم ومن يمتدح كريمة أصيل ومن يفتخر لعشق أنثى راقي
كلنا جناة وكلنا مذنبون وكلنا مقصرون، حينما تذنب لماذا المجتمع قاس معها فقط، لا تكونوا كالذين سبقونا اذا سرق الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد، الاثنين في الخطأ سواء، الشاب والانثي
ياسادة، ليس رجلا من يترك ابنته تبحث عن الحنان في حضن أخر، ليس رجلا من يترك من أحبته تبحث عن الأمان مع أخر ليس رجلا من يبحث فقط عن المكسب والخسارة في العلاقة ليس رجلا من لا يتمسك بمن أعطته كل ما تمتلك حتي يصبح كل شيئ، ليس رجلا من لم يكن لها أب وأخ وصديق وحبيب ليس رجلا من لم تكتفي به ومنه، هؤلاء هم أشباه الرجال منزوعي الصفة.
ليست أنثى من لا تفرق بين الرجل وشبيهه ليست أنثى من لا تتمسك بمن أحبها ووضعته في مقارنة مع أخر، ليست أنثى من لم تتنازل ولم تعطي ليست أنثى ليست أنثى من تضحك لهذا وترضى هذا وتستبيح هذا وتوزع خصوصيتها هنا وهناك...ما لم تكن دافئة قريبة عميقة راقية رقيقة هؤلاء هن "الشمال ذات الحال المايل "
ما دعانى للكتابة عن هذه الحالة شديدة التعقيد في مجتمع ذكوري معقد ذلك المشهد الأخير الذي كتب نهاية مسرحية زينة وعز التراجيدية وخرجت فيه زينة منتصرة على العادات متمردة علي التقاليد والروتين وغادر عز المشهد بائسا خاسرا، الاثنين دفعا ضريبة هذه العلاقة حتى وان حكمت المحكمة لصالح الأولي لأن المعركة كانت قوية طويلة قاهرة وكانت حديث الصباح والمساء في بعض الأوقات كسب قضيتها لكنها كانت مذنبة مقصرة متهمة في نظر الجميع معظم الوقت
انتصرت زينة لكرامتها ولطفليها وبَقى مئات المقهورات المظلومات يحاولن الصراخ لكنهن يخفن من سطوة وبطش ونظرة المجتمع والقانون وتلاعب المتلاعبين، ستصرخ كثيرات بعد زينة عسى أن يسمع إليهن أحد
سيدتي، ابحثي عن رجل يستحق حبك ولا تسمحي للأيدي العابثة ان تمس هذا الطهر، وابحث انت عن أنثى ترضى طموحك وأعرف ان اختك وابنتك وأمك وزوجتك ستجنى ما اقترفته يداك.