صرح وزير التخطيط أن 80% من موازنة ماسبيرو تأتى من الموازنة العامة، ثم جاء قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بربط ميزانية الهيئة القومية لاتحاد الإذاعة والتليفزيون والمنشور بالجريدة الرسمية يوم ١٣ يوليو، ليعلن أن خسائر ماسبيرو المتوقعة للعام المالى ٢٠١٥/٢٠١٦ تُقدر بأربعة مليارات و١٤٠ مليون جنيه ناتجة عن الفرق بين مصروفات الجهاز التى تقدر بحوالى ستة مليارات جنيه وإيرادات قيمتها مليار و٧٠٠ مليون جنيه، حيث تساهم الخزانة العامة فى ميزانيته بمبلغ 1.7 مليار جنيه سنوياً إضافة لقرض من بنك الاستثمار القومى 200 مليون جنيه.
وبدون الخوض فى تفاصيل، مثل أن جملة الأجور فيه سنوياً 2.1 مليار جنيه وتفاصيل مالية أخرى، سأكتفى بأن أضع المبلغ الإجمالى لموازنة ماسبيرو وهو 11.55 مليار جنيه.
وخلاصة الأمر، أن هذه الأرقام كلها تخص حضرتك حتى لو لم تكن تمسك بالريموت وتشاهد قنوات ماسبيرو التى تدفع لها الدولة هذه المليارات من دم قلبك فى تمويل هذا المبنى العجوز الذي يعلوه خازوق.
وصحيح أن الدولة والحكومة وأنا وأنت ندفع هذه المبالغ الكبيرة ولكن لا الدولة ولا الحكومة ولا أنا وأنت نهتم به رغم استنزافه لموارد أولى بها التعليم والصحة، ذلك أن الدولة يئست من الإعلام الحكومى وحركت البوصلة نحو الإعلام الخاص، فماذا عنا نحن هل نرمى طوبته كالحكومة أم نحاول أن نساعد أهل المكان بفكرة هنا أو هناك عل المسئولين عنه الذين زادت مكافآتهم وبدلاتهم مليار و520 مليون جنيه، كما ذكرت الجريدة الرسمية, يجنحوا لحد أدنى من الإدارة الرشيدة ربما.
على ضفاف نيل القاهرة فى عدد من المبانى القريبة من ماسبيرو، تقع بعض استوديوهات خاصة صغيرة يملكها أفراد منذ سنوات وكثيراً ما سجلت فيها لقاءات لعدد من المحطات الأجنبية والعربية التي تؤجرها بمبالغ طائلة بالساعة ويتربح منها أصحابها ملايين ، زادهم الله فلا أقصد بذلك قر أو حسد.
وهنا تبرز قيمة دورات المياه، فمبنى ماسبيرو القابع على نيل القاهرة هو مبنى تم افتتاحه عام 1960 فى أعياد ثورة يوليو بقرار من عبد الناصر , وهو مبني على مساحة 12 ألف متر مربع في أصله , بينما زادت هذه المساحة في السنوات الأخيرة كثيراً، ولو أن حضرتك كنت أحد الذين دخلوه يوماً ما فلابد أنك استخدمت دورات المياه فيه، أما وإن لم تكن دخلته فإنني أؤكد لك أن دورات مياه المبنى جميعها تطل على نيل القاهرة الساحر حتى أنك تتمنى ألا تخرج منها لجمال المنظر الذى تطل عليه غير أن النظافة بعافية ككل مكان في مصر، وبالتأكيد آخر همنا الآن الحديث عن نظافة دورات المياه، وإن كان أمر النظافة مهم, ولكن قيمة المكان الذي تقبع فيه دورات المياه ومكاتب بعض المسئولين الكبار على ضفاف نيل القاهرة، هي قيمة مهدرة لا مؤاخذة فعلى بُعد أمتار قليلة من نفس المبنى توجد شركات خاصة لخدمات التصوير تكسب ملايين لمجرد أنها تمتلك مكان صغير على النيل تؤجره للمحطات الفضائية للتصوير.
أي بالعربي وبدون لف ودوران ماسبيرو يهدر مليارات لأن دورات المياه ومكاتب بعض كبار المسئولين تحتل واجهة النيل بينما الاستوديوهات الخاصة بالتصوير تحتل المناور أى جمع منور.
إتحاد الاذاعة والتلفزيون يملك ثروة لو فقط تحدثنا عن دورات المياه غير عشرات من الامكانيات، ولكن جمود العقليات والقوانين التي تحكمه وغض طرف دولة تدعم مكان يستنزف حقوق المواطنين وتعامله بمنطق "خد الدودو وأسكت..خد الدودو ونام "هو أمر لا يمكن السكوت عليه، ولذا فسأظل أكتب عن دورات المياه في ماسبيرو عل أحد يرد على ونقول له شُفيتم وعُفيتم.