من المسؤول عن كراهية الغرب للإسلام؟

قبل أيام أصدر مرصد الأزهر الشريف تقريرا حمل فيه المرشح الجمهورى للانتخابات الرئاسية الأمريكية، دونالد ترامب، مسؤولية ارتفاع معدلات معاداة المسلمين بالولايات المتحدة، بسبب تصريحاته المتكررة والداعية إلى حظر دخول المسلمين، وتصريحه بضرورة غلق المساجد إثر عمليات إرهابية فى عواصم مختلفة، وهو ما أدى إلى ارتفاع نسب الهجمات على المساجد بالولايات المتحدة؛ حيث كانت المساجد هدفا فى نصف العمليات التخريبية بالبلاد منذ تلك التصريحات وحتى الآن. وقبلها فتحت الشرطة البلجيكية تحقيقًا بشأن منشورات معادية للإسلام بدأت تنتشر بكثافة فى بروكسل، والتى كتب فى إحداها «بالنسبة للبلجيكيين القاطنين بمدينة «أندرلخت»، وفى كل مكان من بلجيكا، يجب أن نظل يقظين، وأن نصبح بحكم الضرورة خائفين من الإسلام، إذا كنتم تعتقدون أنه يجب علينا إقناع المسلمين بالعودة إلى بلدانهم الأصلية، فعليكم التوقيع على هذه العريضة»، وحملت المنشورات شعارات أخرى وعبارات شديدة اللهجة من بينها: «أوقفوا الإسلام» و«على المسلمين العودة إلى ديارهم». وفى بريطانيا كشفت بيانات صادرة عن مركز لتحليل وسائل الإعلام الاجتماعية وجود طفرات كبيرة فى استخدام اللغة المعادية للإسلام والمسلمين عبر موقع «تويتر»، كما أظهرت نتائج تحليلات الاتجاهات عبر وسائل التواصل الاجتماعى بأن معدلات الكراهية ضد المسلمين فى ازدياد، حيث قد تم التعرف على تغريدات مهينة ومعادية للإسلام على خلفية لأعمال العنف الأخيرة، التى ضربت أوروبا مؤخرَا، فى حين أن بعض المجتمعات الإسلامية كلها قد هوجمت فى سياق الإرهاب. وفى فرنسا، فإنها تسعى لوقف التمويل الأجنبى للمساجد فيها فى محاولة للحد من التطرف، ففى أواخر الشهر الماضى، وبعد هجوم نيس، دعا رئيس الوزراء الفرنسى، مانويل فالس، إلى حظر صريح للتمويل الأجنبى للمساجد لفترة محددة. وحاول مرصد «الإسلاموفوبيا»، التابع لدار الإفتاء، وضع يده على الجرح، محملَا تنظيم «داعش» الإرهابى مسؤولية موجة الإسلاموفوبيا، التى تعترى أوروبا حاليَا، كونه «يسعى بشكل حثيث إلى إثارة النعرات والصراعات الأهلية فى المجتمعات الغربية عبر عملياته التى تستهدف المجتمعات هناك، وتصدر الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين، وتدفع الكثير من مواطنى الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية من غير المسلمين إلى تبنى مواقف عدائية ضد المواطنين المسلمين هناك»، معتبرَا فى الوقت نفسه أن العديد من الدعوات والمنشورات والفعاليات، التى أضحت تنظم بشكل متكرر تنادى بطرد المسلمين من أوروبا وأمريكا، هو مسلك شديد الخطورة. نحن إذًا أمام داء شديد الخطورة بدأ ينتشر فى الدول الغربية، محاولَا تجييش المجتمع الأوروبى والأمريكى ضد كل ما له علاقة بالإسلام، وتحمله مسؤولية كافة العمليات الإرهابية، وبالتأكيد هو خطاب فاش عنصرى يهدد تماسك وتنوع المجتمعات الغربية. السؤال الآن، من المسؤول عن هذه الحالة وكيف يمكن علاجها؟ - المسؤول بالطبع التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش، الذى أساء للإسلام. ويبقى الحل من وجهة نظرى أن يكون هناك دور نشط للمؤسسات الدينية المعتدلة، وعلى رأسها الأزهر الشريف، لتحسين صورة الإسلام فى الغرب، وفوق ذلك مراجعة الأفكار المتطرفة. ويبرز هنا أيضَا دور منظمة «التعاون الإسلامى» لمواجهة «الإسلاموفوبيا».



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;