بنظرة بسيطة على التقارير التى يصدرها مركز المعلومات، ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء لرصد الموضوعات المثيرة للجدل على شبكات التواصل الاجتماعى والمواقع الإخبارية المختلفة، أو ما يمكن وصفها بالشائعات، سيكتشف أنه منذ بداية 2016 وحتى الآن هناك رصد لـ69 شائعة أحدث جدلاً كبيراً فى الشارع المصرى، من بينها شائعات تكررت بنفس الطريقة والأسلوب على فترات زمنية متقاربة، متجاهلين حتى الردود الموثقة عليها.
ومن أبرز هذه الشائعات وجود نقص فى الوقود بالمحطات، وفرض زيادة على فواتير الغاز للمنازل، ورفع أسعار البنزين والسولار بعد إقرار ضريبة القيمة المضافة، وزيادة أسعار تذاكر أتوبيسات النقل العام، وخروج السد العالى عن الخدمة، وإغلاق موقع الفيس بوك، وتنصت الدولة على مكالمات المواطنين، وطرح وزارة التموين أرزا مسرطنا ومصنعا من البلاستيك، وتسريح موظفى قراءة عدادات المياه، وإلغاء الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، ونية الحكومة تسريح 3 ملايين موظف حكومى، وتسريح مليونى موظف من الجهاز الإدارى للدولة، وفقاً لشروط صندوق النقد الدولى، وتسريح العمالة المصرية بالكويت، وخفض أجور الموظفين بالدولة، بالإضافة إلى عدد كبير من الشائعات حول هجوم الجراد الصحراوى على مصر، وتسبب الفراولة المصرية المصدرة للأسواق الأمريكية فى الإصابة بالتهاب الكبد الوبائى، ونية وزارة التربية والتعليم إلغاء التعليم التجارى، وإلغاء التعليم المفتوح، ومطالبة وزارة الأوقاف للأهالى بسداد فواتير الكهرباء والمياه للمساجد، وزيادة رسوم النظافة على فواتير الكهرباء بقيمة عشر جنيهات، وزيادة أسعار السكر والأرز بالمجمعات الاستهلاكية، وبيع وزارة الزراعة للحوم سودانية مجمدة بمنافذها، باعتبارها لحوما بلدية، ووجود أزمة سكر فى السوق المحلية، ورفض وزارة التموين استلام القمح من المزارعين، واستخدام أدوية منتهية الصلاحية بمستشفى معهد ناصر، وأزمة نقص فى المحاليل الطبية بالمستشفيات الحكومية. وهناك شائعات موسمية مثل زيادة أسعار تذاكر القطارات، خلال عيد الفطر، وإلغاء وزارة الأوقاف الاعتكاف فى المساجد فى العشرة الأواخر من شهر رمضان، وتعديل مواعيد قطارات الصعيد فى رمضان.
هذه عينة بسيطة من الشائعات التى تم إطلاقها طيلة الأشهر الثمانية الماضية، وتم الترويج لها على مواقع التواصل الاجتماعى، وللأسف الشديد اعتمد عليها البعض على أنها حقيقة مؤكدة، ورغم الردود السريعة من جانب الدولة على كل شائعة أو على الأقل غالبية هذه الشائعات، فإننا كوننا شعبا يعشق النميمة والشائعات، نحينا الردود جانباً وتعاملنا مع الشائعات على أنها أمر واقع. والغالب فى هذه الشائعات أنها تعتمد على الموضوعات المرتبطة بحياة المصريين، وابتعدت عن الشائعات السياسية التى لم تلق قبولاً فى المجتمع المصرى، لذلك اختار «تحالف كارهى مصر» التركيز على الشائعات الاقتصادية التى تمس حياة المواطنين.
الشائعة علم، تتقنه أجهزة المخابرات التى نجح بعضها من خلال نشر الشائعات فى ضرب استقرار دول، مثلما حدث من قبل فى تدمير الاتحاد السوفيتى، وهناك نماذج أخرى كثيرة، ولكن للأسف نحن كمصريين لم نفطن لهذا الأمر، ونتعامل مع الشائعات على أنها أمر واقع، وحينما يتصدى أيا منا لشائعة ويفندها، يتم اتهامه بأنه محابى للنظام، دون إدراك حقيقة ما تتعرض له مصر من مؤامرات تعتمد بداية على نشر الشائعات لزيادة السخط الشعبى، وصولاً إلى التحركات الشعبية التى يأمل «تحالف كارهى مصر» أن تحدث فى أقرب وقت للقضاء على نظام 30 يونيو، الذى قضى على التصورات الجيوسياسية الغربية التى أرادت تقسيم المنطقة إلى دويلات صغيرة.