المؤامرة على مصر أمر واقع

هل يمكن أن ينكر عاقل وجود مؤامرة لتركيع مصر وهدمها، تارة بالفوضى والحرب الأهلية وتصعيد الأنظمة العميلة وتارة أخرى بالحصار الاقتصادى؟ هل يمكن أن ينكر صاحب عينين ما يجرى فى العلن وما تجاهر به دول وأجهزة استخبارات ومنظمات محسوبة على هذه الأجهزة من ضرورة القضاء على الدول العربية المستقرة وتفتيتها إلى دويلات وطوائف متناحرة؟ وهل يمكن أن ينكر أى أحد ما حدث ويحدث فى بلادنا وفى الدول العربية المجاورة من صراعات مصنوعة وحروب أهلية مصممة فى البنتاجون والناتو وتصعيد الأزلام الذين يقومون بأدوار لخدمة المشروع الصهيونى العالمى؟! بعض الكتاب والصحفيين يلوكون الآن مصطلح المؤامرة بكثير من الامتعاض والتبرؤ والتشكيك ويتهمون المحذرين منه والكاشفين لأبعاده بتهم عديدة منها أنهم خارج الزمن وخارج التاريخ، وأنهم لا يدركون تحولات العالم من حولنا، ويستخدمون مصطلح المؤامرة للهروب من مواجهة التحديات والأزمات. والحق أن الكتاب والصحفيين المنكرين لحديث المؤامرة ضد مصر، إما عميان أو يتعامون، لأنهم أولا يخلطون بين المؤامرة وطريقة التصدى لها، وبين أن نحذر منها ونكشف أبعادها وبين الركون إلى كشف أبعاد المؤامرة دون أن نوضح للناس والمسؤولين طرق المواجهة لهذه المؤامرة، وهذا الخلط الذى يتم أحيانا عن عمد كما يفعل فهمى هويدى أو عن سوء تقدير كما هو الحال مع عبد الله السناوى، يفرغ جهود كشف ما يراد لنا من الدول الاستعمارية القديمة التى لم تفعل سوى أن جددت آليات استعمارنا واحتوائنا، واستنزاف ثرواتنا والتحكم بنا عن بعد بالريموت كونترول بعد أن كانت تتحكم بنا من خلال قواتها المسلحة وأساطيلها. الشواهد كثيرة ولا يمكن إحصاؤها عن استهداف الاستعمار الجديد لمصر والمصريين، بدءا من تمويل وتدشين البنتاجون والسى آى إيه لحركات الاحتجاج المصرية بعد الألفية الثالثة، لتكرار تجربة حركة كمارا الجورجية ومرورا بالحروب الإعلامية المفتوحة والمفضوحة من كبريات الصحف ووكالات الأنباء، وانتهاء بالإصرار الأمريكى البريطانى على فرض حصار اقتصادى خانق لمنع انطلاق البلاد، وكلما نجحت الإدارة المصرية فى المناورة، وفتح خطوط تعاون مع دولة كبرى سارع الاستعمار بضرب هذه الخطوط من روسيا إلى إيطاليا وفرنسا. لا نقول بالارتكان إلى هذا الاستخلاص، لأن مشروع المؤامرة معلن ويجرى تنفيذه رغم فشله فى تحقيق نتائجه بالكامل، وإنما نقول إن الحشد الشعبى والاتحاد لمواجهة المؤامرة هو عمل وطنى على وسائل الإعلام الاضطلاع به، بينما تتبقى إدارة الأزمة ومواجهة الاستعمار الجديد وحروبهم الجديدة على عاتق المسئولين فى جميع المجالات، والله من وراء القصد.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;