نحتفل غداً، بعيد الأضحى المبارك، أعاده الله على الأمة العربية والمصرية بالخير والبركات، يوافق يوم 10 ذو الحجة، بعد انتهاء وقفة عرفة التى يقف فيها الحجاج لتأدية أهم مناسك الحج، وينتهى يوم 13 ذو الحجة، وهو أيضاً ذكرى لقصة سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما أراد التضحية بابنه إسماعيل، تلبية لأمر الله، يقوم المسلمون بالتقرب إلى الله فى هذا اليوم بالتضحية بأحد الأنعام، ومن هنا جاء اسم عيد الأضحى، ليس العيد تقليداً نفرح به فقط، أو نضحى بالأنعام، بل لازالت التضحية تعيش فينا، وبيننا، وكما أخذ سيدنا إبراهيم ابنه البكر لكى يقدمه أضحية لله سبحانه وتعالى، هناك مئات الآلاف من الآباء والأمهات المصريين قدموا أبناءهم فلذات أكبادهم فداء للوطن، فداء لنا جميعا، فى حروب مصر المختلفة من عين جالوت «656هـ» وحتى حروبنا ضد الإرهاب «2014/2016»، مروراً بحرب التحرير أكتوبر المجيدة 1973 ، تلك التضحيات التى لم تفرق بين كل مكونات النسيج المصرى من مسلمين أو مسيحيين، رصاص الأعداء الخارجين أو الخوارج من المصريين مثل مينا دنيال وإسكندر طوس والشيخ عماد والضابط محمد مبروك وغيرهم، تحية لتل الأسر ولآباء وأمهات وزوجات وأخوة وأبناء الشهداء فى هذا اليوم .
رغم ذلك يعض المصريون على الجرح، ويبحثون عن الفرحة دائماً ومن قلب الحزن، فهم من أكثر الأمم احتفالاً بألاعياد «33 عيداً على مدار العام»، أهمها الأعياد الدينية، مثل: «رأس السنة الهجرية، عاشوراء، المولد النبوى الشريف، عيد الفطر، عيد الأضحى، عيد الميلاد المجيد، عيد الغطاس، عيد دخول المسيح مصر، أحد الشعانين، عيد انتقال العذراء، عيد العنصرة، عيد الصعود، إضافة للأعياد المصرية التى يحتفل بها المصريون جميعاً بجميع أطيافهم: «عيد الأم ، عيد الحب، وفاء النيل، شم النسيم»، كذلك الأعياد الوطنية: «عيد تحرير طابا وعيد الشرطة وعيد تحير سيناء و23 يوليو و6 أكتوبر»، كما توجد أعياد اجتماعية مصرية لاتقل الفرحة فيها أسرياً عن الأعياد الكبرى، مثل: «السبوع للطفل، ليلة الحنة، إضافة للطهور للأولاد وأعياد الميلاد».
رغم الغلاء وارتفاع سعر الصرف لم تصل الأزمة للفرح، يفرح المصريون فى الأعياد، وفى الأضحى يتقربون لله بتوزيع بلحم الأضاحى على الفقراء والمعوزيين، ويتزاورون مع الأهل والأصدقاء، وتلتحم مكونات الأمة المصرية مسيحيين ومسلمين، يتجمع القساوسة والكهنة والأساقفة ويتزاورون مع المسؤولين فى الأزهر وفى الأوقاف والحكم المحلى، ويتجمعون فى القرى ويذهبون إلى دوار العمدة للمباركة وتناول الطعام، ومن يتوقف أمام هذه المشاهد لا يعتقد أن هناك أى إشكاليات تفرق بين هؤلاء.. وأتمنى أن تشمل تلك الزيارات أهالى الشهداء، أو كما يذهب القادة إلى النصب التذكارية للشهداء لوضع أكاليل الزهور.. أن يرسلوا مندوبين عنهم فى كل مكان لتهنئة أهالى الشهداء فى الأعياد.
تهنئة للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، الرجل الذى ضحى بأشياء كثيرة منذ 30 يونيو وحتى الآن، وقدم الوطن على أسرته وسعادته وراحته الشخصية والأسرية، تحية للقوات المسلحة والشرطة الساهرين لحماية الحدود والشعب، تحية لكل العاملين فى أيام العيد فى كل مواقع العمل من سكك حديدية ومصانع ومستشفيات ومزارع ووسائل إعلام وصحف.. إلخ، هؤلاء الذين يمثلون الوجه الآخر من التضحية بالعمل بدلاً من الفرح بالعيد مع أسرهم من أجل سعادة الآخرين، إننا جميعاً مدعوين لزيارة أسر الشهداء، من أجل أن نجفف دموع طفل أو زوجة أو أخت أو أم وأب فى هذا اليوم ، مدعوين إلى زيارة الجرحى فى المستشفيات، لزيارة المسنين والمحاربين القدماء، مدعوين للفرح والتضحية من أجل الحرية. وكل عيد أضحى ومصر شعباً ورئيساً.. مسيحيين ومسلمين، ونحن جميعاً بخير وسلام وفرح من قلب التحديات.