بدأت فى الأيام الماضية الكتابة عن وأواصل: ..« التنكيت والتبكيت » وصحيفته « النديم التى صدر عددها »أسلوب المجلة « النديم » حدد ليس منمقا » : الأول يوم 6 يونيو 1881 ، بقولهبمجازات واستعارات ولا مزخرفا بتورية واستخدام،ولا مفتخرا بدقة قلم محرره وفخامة لفظه وبلاغة عباراته، ولا معبرا عن غزارة علمه وتوقد ذكائه،وإنما هوأحاديث تعودنا عليها، ولغة ألفنا المسامرة بها لا تلجئك إلى قاموس الفيروز آبادى، ولا تلزمك مراجعة التاريخ ولا نظرالجغرافيا، ولاتضطرك لترجمان يعبر لك عن موضوعها، ولا شيخ يفسر لك معانيها فهى فى مجلسك كصاحب يكلمك بما تعلم، وفى بيتك كخادم يطلب منك ما تقدر عليه، ونديم.« يسامرك بما تحب وتهوى».
ويذكره الدكتور عبدالمنعم إبراهيم الجميعى عبدالله النديم- الأعداد الكاملة لمجلة « فى كتابه » مكتبة جزيرة » الصادر عن « التنكيت والتبكيت » أن النديم فى مقالاته بهذه الصحيفة صور ،« الورد بأسلوب سهل يفهمه الخاصة والعامة معا الحياة المصرية فى حزنها وضحكها وما فيها من سخرية ورثاء فى قسمين، قسم للتنكيت بمعنى السخرية التى لحقت بالمصريين، وقسم للتبكيت بمعنى توبيخهم على ما وصلوا إليه من عيوب، فكانت صحيفة مؤثرة فى موضوعاتها وأسلوبها تناولت آفةالمجتمع بأسلوب التزم اللغة السهلة البسيطة، كما احتوت على قولب متعددة مثل القصص الرمزية، والنوادر والزجل والمحاورات، والأبحاث الهادفة التى فتحت أمام الكثيرين آفاقا من فنون القول والمعرفة.
لم تقتصر الصحيفة على كتابات النديم، وكما يقول الجميعى، فإنه وجه الدعوة إلى كتاب عصره بأن يوافوه بمقالاتهم على النمط الذى خطه كونوا معى فى المشرب الذى التزمته، » : لجريدته والمذهب الذى انتحلته أفكارا تخيلية، وفوائد
تاريخية، وأمثال أدبية، وتبكيت ينادى بقبح الجهالة« وذم الخرافات»
لم تراع الصحيفة فن الإخراج الصحفى شأنها شأن الكثيرين من صحفيى ذلك العصر، ولهذا لا نجد فيها مراعاة لفن التبويب، وإخراج الصفحات، وكانت الصحيفة عبارة عن صفحات مكتوبة لا يفصل الموضوع عن الآخر إلا عنوان الموضوع التالى، كما كانت موضوعاتها متداخلة فى كثير من الأحيان.