كان لانتفاضة الجيش بقيادة أحمد عرابى أثرها الكبير فى عبدالله النديم، فبعد وقفة عرابى الشهيرة على رأس 4 آلاف جندى وضابط فى مواجهة الخديو توفيق بميدان عابدين يوم 9 سبتمبر 1881، وحسب الدكتور عبدالمنعم إبراهيم الجميعى فى كتابه «عبد الله النديم والأعداد الكاملة لمجلة التنكيت والتبكيت»، الصادر عن «مكتبة جزيرة الورد»، «بعد أن شعر النديم بانتصار الثورة خلال مظاهرة عابدين وتعاظم شأن العرابيين تدفق قلمه بالكتابة عن الحرة التى نالها الشعب بفضل أبنائه الفرسان، فكتب مقالا تحت عنوان «سيف النصر نحو عدو مصر»، تحدث فيه عن قوة الجند واشتداد حميتهم وسعيهم لمصلحة الوطن وحفظ البلاد وزيادة قوة الأمة».
وفى مقال بعنوان «المحاسن التوفيقية أو تاريخ مصر الفتاة أو زفاف الحرية فى مصر»، وصف النديم العرابيين بالأسود حماة الوطن الذين ألبسوا الأمة ثياب الحرية، وفتحوا العيون ونبهوا الأذهان إليها بعد أن استفحل الاستبداد، كما تعرض لاستقبال الأهالى لعرابى عند سفره إلى رأس الوادى، حيث ازدحمت شوارع القاهرة بالمشاهدين تستقبله بحماس، وخطب فيهم عرابى خطبة قوية أوضح فيها أحوال البلاد، كما خطب النديم خطبة بناء على طلب الحاضرين أخذت بعقول الناس حتى كادوا يبكون، أوضح فيها أحوال البلاد حتى «رأينا المشنوق من أهلنا والمصلوب والمذبوح والحريق والموضوع على الخازوق والمشرد والمغرب والمنفى والمسجون والمنهوب والمسلوب، ولا ذنب لنا فى هذا كله إلا عدم المحافظة على البلاد، حتى نهض الأحرار من أبنائها فخلصوها من هذه المحنة».
وكتب «النديم» مقالا عن الاتحاد وحقوق الشعب فى مقال بعنوان «وصية وطنية» قائلا: «أوصيكم بكلمة الاتحاد والتمسك بحبل الائتلاف وأحذركم من التخاذل، وسماع أقوال أهل الأهواء الذين شربوا من دمائنا ولم يرتوا وأكلوا لحومنا ولم يشبعوا».
شعر شريف باشا رئيس النظار «الوزراء» بخطورة مقالات النديم فترصد له ولصحيفته، لكن النديم لم يتراجع عن مواقفه، وبعد أن أصبحت «التنكيت والتبكيت» لسان حال العرابيين طلب عرابى منه تغيير الاسم إلى إلى اسم يتناسب مع الظروف التى تمر بها مصر، واقترح عليه اسم «لسان الأمة»، لكن يبدو أنه لم يعجب النديم فأطلق عليها اسم «الطائف»، وعن أسباب التغيير قال: «خلصنا من زمن التنكيت والتبكيت وأصبحنا فى زمن الحرقة ومعرفة الحقوق».