"مدربين ولا فتوات؟" سؤال لابد أن يجيب عنه التوأم حسام وإبراهيم حسن وبأقصى سرعة، فتجاوزات الأخوين فاقت المعقول وتخطت الحدود ولم يعد بد من وقفة حاسمة معهما حفاظا على تاريخهما قبل أى شىء آخر، فما يرتكبانه من خطايا كفيل، إن استمر، أن يمحو كل ما فى سجلهما من علامات مضيئة ومحطات وطنية مشرفة، فليس معقولا أن يكون سيناريو حسام وإبراهيم مقرر ومكتوب على المصريين أن يشاهدوه كل عام، فلا يمر موسم دون كارثة بطلها أحد الـأخوين أو كلاهما.
الحقيقة المؤكدة والتى لا ينكرها أحد أن التوأم من الفلتات الكروية المصرية لعبا وتدريبا، يتمتعان بحماس لا يقارن وإرادة حديدية وفكر متميز وكاريزما واضحة فى القيادة، لكن كل هذا للأسف يضيع بسبب أخطاء لا مبرر لها سوى الانفعالية التى تسيطر عليهما، ولو أدركا خطورة ما يرتكبانه من تجاوزات لأيقنا أن قليل من الهدوء، وبعض من ذكاء الملعب الذى يتميزان به، أن يحميهما من كوارث وربما مصير غامض ينتظرهما، فليس بالضرورة فى كل مرة تسلم الجرة، وليس متوقعا أن يجد التوأم بعد كل جريمة خصم قابل للتنازل عن حقه والتصالح لإنقاذهما من سيف العدالة حفاظا على اسمهما وتاريخهما.
الأهم أن هذه التصرفات الانفعالية التى لا ضابط لها تسحب من رصيدهما الكبير لدى جمهور الكرة المصرية الذى قد يقبل خطأ غير مقصود أو يتحمل تجاوز أو اثنين لكنه لن يرضيه أبدا تمادى التوأم فى الخروج عن النص ولن يبلع لهما الزلط كثيرا، فلكل شىء حدود، وما زاد عن حده انقلب إلى ضده، وما يفعله التوأم لا يرضى أحد، حتى ولو كان بعضه نتيجة استفزاز آخرين لهم، فليس مقبولا أبدا ضرب مصور يمارس عمله، أو تهديد حكم بالضرب "عينى عينك ".
الأخوان حسام وإبراهيم يحتاجان الآن إلى ناصح أمين يشرح لهما بحب وصراحة خطورة ما يرتكبانه من تجاوزات ويذكرهما بأن الأدب فضلوه على البطولات، وأن كرة القدم ليست مصارعة حرة وانما منافسة شريفة فيها فائز ومهزوم تجمعهما الروح الرياضية.
ناصح يقرأ لهما التاريخ ويضرب لهما نماذج بقى لها الاحترام الجماهيرى حتى بعد رحيلها لأن تاريخها لم تلوثه غلطة ولم تنال منه سقطة، بينما نجوم كانوا ملء السمع والبصر لم يبق من ذكرهم شىء لأنهم لم يحسنوا الحفاظ على النجومية وحب الجماهير.
أقول هذا حبا فى الأخوين ورغبة فى الحفاظ على موهبة مبشرة فى مجال التدريب، ولو أحسنا تطوير إمكانياتهما وتجنبا انفلات الاعصاب وتغلبا على الاستفزازات لكانا الأقرب والأولى بتدريب المنتخب الوطنى لآن قدراتهما الفنية تؤهلهما لذلك.