منذ أسبوعين تقريبا كتبت هنا عن اللقاء الذى تم بين سامح شكرى وزير الخارجية مع نظيره التركى مولود جاويش أوغلو، على هامش قمة عدم الانحياز فى فنزويلا 18 سبتمبر الماضى، وصدر بيان رسمى عن الخارجية يؤكد أن اللقاء عكس «رغبة فى تجاوز الخلافات مع مصر».
قلت بعد اللقاء، إن تجاوز الخلافات وعودة العلاقات إلى طبيعتها مرهون ومشروط، من ضمن الشروط المصرية، بتوقف الرئيس التركى رجب طيب أردوغان عن تصريحاته المتواصلة «المستفزة» لمصر وللشعب المصرى وتدخله فى الشؤون الداخلية المصرية.
وراهنت أن اللقاء ونتائجه وما تم الاتفاق عليه سيذهب أدراج الرياح مع أول تصريح مستفز قريب للرئيس التركى، وهو ما حدث بالفعل فى لقاء أردوغان مساء أمس الأول فى فضائية «روتانا خليجية». أردوغان مازال مصرا على مواقفه العدائية وتصريحاته «المختلة العبيطة» التى تعكس عن فقدان التوازن وتعرضه لهزات داخلية تدفعه إلى الهروب بمشاكله إلى الخارج، خاصة على حساب مصر بعد إعلانه الزواج والتطبيع مع العدو الصهيونى.
مازال أردوغان تتملكه أوهام الزعامة فى المنطقة التى أطاحت بها ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو 2013 وأطاحت بأذياله وأتباعه من جماعة الإخوان الإرهابية التى يستضيف قادتها وأبواقها ولصوصها فى أنقرة وتوظيفهم ضد مصر والشعب المصرى.
لقاء وزير الخارجية مع مولود جاويش داسه أردوغان تحت أقدامه، حتى أننى تساءلت «وآخرة اللقاءات دى إيه»، فبالأمس قال للإعلامى السعودى جمال خاشوقجى، ولا أعرف لماذ اللقاء عبر إعلامى سعودى وفى قناة خليجية سعودية الآن، إنه يمكن تطبيع العلاقات مع مصر، إذا تم إطلاق سراح المعزول محمد مرسى وقيادات الإخوان من السجن، فلا يوجد مشكلة بيننا وبين الشعب المصرى، وهناك روابط تاريخية بيننا».
أردوغان لا ينسى الصفعة المصرية التى أطاحت بأوهامه مع باقى الأوهام الأخرى فى واشنطن والدوحة فى 30 يونيو ولا ينسى انتماءه للتنظيم الإرهابى الإخوانى الدولى، ويتحدث كأنه رئيس العصابة أقصد رئيس التنظيم الذى قضت عليه ثورة الشعب ولفظته خارج مصر.
نقول له لا نريدك ولا نريد تطبيعك ولا نسعى إليه، ولن نسمح بعودة أوهامك وأحلامك المريضة فى مصر مهما حاولت ولن تفلح استفزازاتك المختلة فى عودة طيور الظلام مرة أخرى، وسوف تظل العلاقات بين الشعبين المصرى والتركى ثابتة وقوية وباقية.. وأنت الزائل مع «إخوانك».