الكلام عن مسابقة ملكة جمال الصعيد لا ينقطع، ومنذ أن تم الإعلان عنها تحولت لحديث يومى متواصل فى مواقع التواصل الاجتماعى وفى المواقع الإخبارية، وخاض فيه الجميع ولم تسلم من تدخل السياسيين ورجال الدين، فعضو البرلمان مصطفى بكرى قال: «الصعيد له عاداته وتقاليده والمسابقة صادمة لكثير من العائلات»، أما الداعية السلفى الشيخ سامح عبد الحميد فأفتى بأن هذه المسابقة حرام شرعًا.
الشيخ حرَّم هذه المسابقة دون أن يرى منها شيئا، ودون أن يعرف الآليات التى يتم بها الأمر، فعل ذلك منساقا وراء كلمة «ملكة جمال» دون أن يسأل نفسه هل ذلك يعنى أننا سنرى مظاهر تشبه ما يحدث فى مسابقة «ملكة جمال الكون»، أم أن الأمر مختلف، ويحتوى صورة مغايرة.
أما صدمة العائلات التى تحدث عنها النائب مصطفى بكرى، فليس لها ما يبررها حتى الآن، ولا أعرف لماذا يتعامل الناس مع الصعيد على أساس كونه «شيئا هشا» وكسره سهل، حتى أن خوفهم عليه يصل لدرجة أنهم يعزلونه عن العالم، فإذا ما دخلت إليه الثقافة جاءت «صادمة» لا يعرفون كيف يتعاملون معها أو يتعاطونها سرا مما يأتى بنتائج سلبية وكارثية.
عن نفسى لا أعرف الجهات المنظمة لملكة جمال الصعيد، لكننى أتوقع أن يكون الأمر احتفاليا ليس فيه خروج عن قيم أو تقاليد، وليس فيه تطاول على تاريخ طويل من ثقافة المرأة الصعيدية، لذا أنا لست مع أو ضد «ملكة جمال الصعيد» لكن سوف يكون لى موقف بعد مشاهدتها، لأننى حتى الآن لا أعرف الكيفية التى سيتم بها الأمر، لكننى، مبدئيا، سأصدق كلام منظمة المسابقة حتى يظهر العكس، حيث ذكرت فى تصريحات صحفية «أن التناسق الشكلى مطلوب لكن الأولوية للطموح والرقى والثقافة واللياقة والروح الجميلة والشخصية الجذابة والمرحة».
علينا أن ننتظر يوم 10 أكتوبر الجارى وحينها سوف يتضح الأمر ونكون على بينة من كل شىء، ثم يدلى كل منا برأيه على أساس هذه البينة.