اليوم الأحد احتفالات البرلمان بمرور 150 عاما.. مباراة مصر والكونغو.. ذكرى ماسبيرو.. وبدء تخفيضات مبادرة «مصر تأمر».. مصر فى قلوبنا. أما تحذير أمريكا وتوابعها بريطانيا وأستراليا، لرعاياها من الخطر المحتمل، فهو مسلسل هابط، الهدف منه الشوشرة والصخب الإعلامى، وربما إلحاق مزيد من الضرر بالسياحة التى بدأت تشم أنفاسها، ودليل الهبوط أن الأماكن التى تناولها التحذير، لم تكن يوما هدفا لأعمال إرهابية، مثل قاعات الحفلات الموسيقية ودور السينما والمتاحف ومراكز التسوق، والملاعب الرياضية.
فى العلاقات بين الدول يوجد شىء اسمه تبادل المعلومات، فإذا كان لدى أجهزة المخابرات الأمريكية معلومات حول إخطار عمليات إرهابية محتملة، تبادر بإبلاغها إلى أجهزة الأمن المصرية، وربما يتجاوز التنسيق ذلك، بالتعاون فى مجال المكافحة وضبط الجناة وتسليمهم للعدالة، أمريكا لم تتصرف بأسلوب الدولة العاقلة، بل بطريقة برامج التوك شو المثيرة، وبررت موقفها المشين بأنه إجراء احترازى، يتم اللجوء إليه فى الظروف العادية وأيام الإجازات.
ورغم تأكدنا من سوء النوايا وفساد الأسلوب، فإن التحذير الأمريكى يجب أن يؤخذ بمنتهى الجدية، فالمواقع الإخوانية مليئة بتهديدات هيستيرية، للثأر لمقتل محمد كمال على يد قوات الأمن، وبدأوا تنفيذ عمليات اغتيالات عشوائية لأفراد الأمن، وهذا يتطلب رفع حالة الوعى القصوى لدى الناس، قبل أجهزة الأمن وقوات الجيش، للمساعدة فى الإبلاغ عن أى حالات اشتباه أو أجسام غريبة، أو أشياء مريبة، سواء فى الأماكن الحيوية أو المزدحمة.
اليوم الأحد مزدحم بالأحداث المهمة، وتتجه القلوب بالدرجة الأولى إلى الكونغو، وتزدحم المقاهى بالآلاف الذين يتابعون مباراة الافتتاح، فى حلم وصول مصر إلى نهائيات كأس العالم فى موسكو، مباراة توحد ولا تفرق، ولا أهلى أو زمالك بل منتخب مصر.. والحدث التالى فى الأهمية هو ذهاب أعداد كبيرة إلى السلاسل التجارية، للحصول على احتياجاتهم، بالأسعار المخفضة التى تم الإعلان عنها فى مبادرة «مصر تأمر».. وتتجه الأنظار إلى شرم الشيخ لتستعيد ذكريات الأيام الحلوة لأعرق دولة برلمانية فى الشرق.
النهارده الأحد يوم غير عادى، العيون مفتوحة والقلوب عامرة بالثقة والإيمان، وإذا حدث شىء، لا قدر الله، فلن يزيد هذا الوطن إلا عزيمة وإصرارا، على استكمال العبور إلى بر الأمان، رغم أنف أمريكا.