السفير الإسرائيلى فى المسرح القومى

يعتبر المصريون يوم الـ6 من أكتوبر عيدا لا يقل أهمية أو سعادة أو شعورا بالبهجة عن الأعياد السماوية للمسلمين والمسيحيين أيضا مثل عيد الفطر أو عيد القيامة وغيره من الأعياد، وان كانت الأعياد السماوية يحتفل بها البعض دون الآخرين إلا أن عيد النصر أو نصر الـ6 من أكتوبر تحتفل به الأمة المصرية والعربية جميعها، لأنه يوم رد الاعتبار والكرامة واسترداد الأرض والشرف والتضحية بكل شىء فداء وحبا للوطن الغالى، ويأتى هذا العام الاحتفال بالذكرى الـ43 لحرب الكرامة وقهر العدو الصهيونى واعتدنا على مدار الـ43 عاما أن يكون هذا اليوم إجازة فى جميع أنحاء مصر وأن تكون مظاهر الاحتفال فى جميع وسائل الإعلام من الصحف المقروءة إلى الإذاعة مرورا بالتلفزيون وكافة القنوات هو عرض لكافة البطولات التى قام بها رجال القوات المسلحة المصرية الباسلة والجيش المصرى العظيم وعرض للأغانى الوطنية والأفلام المصرية تخليدا لمسيرة الأبطال وسردا لقصص البطولات والتضحيات.. وبدأنا يوم النصر كما تعودنا، إلا أن الأخبار حملت إلينا من خلال المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعى ألا وهو حضور "السفير الإسرائيلى" ديفيد جوفرين العرض المسرحى، ليلة من ألف ليلة على خشبة المسرح القومى بالعتبة تزامنا مع احتفال الشعب المصرى بذكرى انتصار مصر على العدو الإسرائيلى فى 6 أكتوبر 1973 حيث فوجئ صناع وأبطال العمل وإدارة المسرح بالعتبة بحجز لـ4 تذاكر للسفير لحضور العرض الذى يقوم ببطولته الفنان " يحيى الفخرانى" وللعلم هذا العرض المسرحى لا علاقة له بالاحتفال بذكرى أكتوبر، فهو عرض فنى مسرحى فى إطار اجتماعى كوميدى، إلا أن الدنيا قامت ولم تقعد بسبب الـ4 تذاكر التى حصل عليها السفير وتفتق ذهن "إسماعيل مختار" رئيس البيت الفنى للمسرح أن يقوم بإلغاء العرض، إلا أنه تراجع لأن التذاكر نفدت فى هذا اليوم ووصلت إلى 22 ألف جنيه، وكان من الصعب الإلغاء احتراما للجمهور الذى اشترى جميع التذاكر المتاحة، كما تضمنت حاله الهلع والخضة والرعب بسبب حضور السفير العرض إلى الاتصال بوزير الثقافة "الأستاذ حلمى النمنم" الذى بدوره استنكر حضوره إلا أنه طالبهم بتجاهله بشكل متعمد، كما ألقى مدير المسرح "يوسف إسماعيل" كلمه فى نهاية العرض لتهنئة الجمهور بعيد النصر، وكان هذا كما يعتقد قمة الاستفزاز عقوبة له على حضور العرض المسرحى يوم النصر.. وهذا ولكل ما سبق هو قمة الجهل والتعصب والمبالغة غير المبررة بل والسذاجة المتخلفة من الجميع بمعنى كيف أصبحنا نفكر وكيف نتعامل من الآخر حتى وإن كان من الأعداء وكيف أصبح يفكر الفنانون والمثقفون والمبدعون الذين يملكون قوة كبيرة وعظيمة الا وهو الفن والإبداع الذى يقدم والذى غزونا به العالم العربى كله من قبل وجعلنا من الرواد وفى المكانه الأولى فى منطقة الشرق الأوسط جميعها حتى إسرائيل التى كانت لا تكف عن عرض الأعمال الفنية المصرية سواء الدراما أو الأفلام أو حتى العروض المسرحية على قنواتها التلفزيونية، ثم أليس هذا الرجل يعيش فى مصر ويعمل كسفير لبلاده بشكل قانونى ومكفول له كل الحماية والاحترام طالما لم يخالف أو يخترق القانون، كما أنه يذهب إلى أى مكان فى مصر بحرية ويشترى طلباته وبالطبع يتردد على الأماكن العامة والخاصة بكل حرية أى أنه فى النهاية شخص مرحب به كسفير لبلاده ولم يتم الاعتراض عليه مثله مثل السفير الإنجليزى " جون كاسن " الذى يتودد للمصريين بكل ما اوتى من أفعال من تحدثه بالعربى لا " بالمصرى " الشعبى أيضا ونزوله للأسواق والمناطق الشعبيه والالتحام بالناس الغلابة بشكل غير مسبوق وبالرغم من السياسة العدائية من بلاده لمصر بعد ثورة 30 يونيه وتأييدهم وإيوائهم للإرهابيين من أعضاء الجماعة الإرهابية " الإخوان المسلمين " وغيرهم إلا أنه يعيش وسط المصريين ويأكل الفول والطعمية كواحد منهم يعيش فى إمبابة أو بولاق " مع كامل الاحترام بالطبع لأهلينا فى كل المناطق الشعبيه فى بلدنا، إننا فى مصر لم ننضج إلى الآن ولم تنضج طرق تفكيرنا بالشكل الذى يواكب التطور الفكرى والثقافى وحتى العلمى والتربوى الكافى وأصبحنا عبيدا للتفكير الحنجورى المتخلف والمتعفن الذى عفا عليه الزمن والظهر، وتناسينا أننا كنا أصحاب الحضارة العظيمة بالفكر والعلم والعمل والانفتاح على الاخر واحتوائه وكما نسينا أن الرئيس الشهيد " أنور السادات " بطل الحرب وبطل السلام أيضا عندما ذهب بنفسه إسرائيل وهو الذى قهر العدو ليمد يده للسلام ليجنب شعبه وأيضا الشعب الاسرائيلى ويلات الحروب والدمار واسترد الأرض بالسلام وليس بالقوة والعنف وادعاء البطولات المزيفة، علينا جميعا أن نقف وقفه مع انفسنا ونعيد سبل التفكير السليم فى كل افعالنا لان المصرى على مدار التاريخ هو رمز للخير والتعايش والسلام والفن والابداع والحوار والانفتاح على الأخر وهذا ما جعل مصر مختلفه عن اى بلد اخر حيث تعايش وجاء الجميع وعاشوا معا تحت مظله وحمايه الشعب المصرى وكان اليهود والارمن واليونانيين والأتراك وغيرهم مما اتخذوا مصر وطنا لهم , هؤلاء هم المصريون الذين يحسنوا استقبال اى انسان مهما كان طالما لا يضمر الشر او الأذى , لذلك كان يجب الترحيب بالسفير الاسرائيلى الذى أراد أن يشاهد عرضا فنيا مسرحيا فى المسرح القومى وليس فضحه او استفزازه او التقليل من شأنه , وللعلم ليست المرة الأولى التى يحضر فيها سفير لاسرائيل عرضا فنيا ولا أعتقد أن تكون الأخيرة لأننا بلد الفن والابداع واهلا بكل الزوار والمعجبين من كل مكان.. ولا تنسوا أن الفن المصرى هو قوة عظيمة تتفوق عن القوه العسكريه والسياسيه اذا اجيد استخدامها , ولا عزاء للاغبياء وأصحاب الحناجر وأصحاب العقول المتحجرة ومدعى البطوله الزائفة.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;