لا أعتقد أن الحزب الجمهورى سيستمر فى دعم ترامب وسيقوم بدفعه للتنحى عن السباق
إذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص.. من منا لا يعرف هذا المثل الشهير، بل وربما يكون مؤمنا به مثلى.. ونحن على مشارف اللحظات الحاسمة من نهاية ماراثون الانتخابات الأمريكية لا أجد إلا هذا المثل يحضرنى ويحلل الموقف برمته.. ورغم أننى قد سبق وكتبت مقالة عن اعتقادى أن السيدة هيلارى كلينتون هى التى سوف تفوز فى الانتخابات الأمريكية، وكانت لى أسبابى المنطقية واستقراء للمستقبل والقدرات والمناخ العام فى الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم أن الكثير من اصدقائى وممن قرأوا ما كتبته اختلفوا معى خاصة بعد شائعات عن تدهور صحة هيلارى كلينتون والتشكيك فى قدرتها فى تكملة المشوار، إلا أن هذا لم يغير رأيى خاصة أننى كنت كلما رأيت هذا الـ «ترامب» أصاب بغثيان وتتلبسنى حالة من القرف غير المبررة، فأنا لا أعرف الست والدته وليس لى علاقه بوالده رحمه الله بالتأكيد، لكنى إنسانة عاطفية بطبعى وملامح البشر تلعب دورا كبيرا فى حكمى على الأشخاص وربما لا يكون هذا صحيحا.. لكن مشاعرى البريئه لا تزال تتحكم فى علاقتى بالأشياء والأشخاص فمن استراحت له نفسى من أسلوبه وحديثه وحركاته اللاإرادية، التى يقوم بها بلا وعى التى نسميها «لغه الجسد».
والآن بدأ كل شىء يتضح فكل مرشح يبحث للآخر عن تاريخه القذر.. فعلى مستوى الأخلاق كانت السيدة كلينتون مثالا لا يمكن الطعن فيه فيما عدا أن ترامب قد حاول أن يتخذ ما فعله زوجها الرئيس الأسبق لأمريكا بيل كلينتون من حادثة التحرش، التى لم يعترف بها فى البداية.. لكننا نعرف أن هذه الحادثة لم تؤثر فى تاريخ هذه السيدة، التى أعتبرها المرأة الحديدية للولايات المتحدة الأمريكية، بل على العكس كانت راقية فى امتصاصها للأزمة ووقفت بجوار زوجها فى محنته والتمست له الأعذار حتى لا تشمت به الأعداء.. ورغم أننى ضد سياسة كلينتون قلبا وقالبا فهى الرأس المدبر الشرير لكل ما حدث فى السنوات الأخيرة فى الشرق الأوسط، لكننى أقيمها تقييم الشعب الأمريكى وأضع نفسى مكانهم.
أما السيد غير المحترم ترامب فقد خرج علينا مرارا وتكرارا بعدد من التصرفات المشينة، التى أكدت حدسى وليس ذلك وحسب، بل إن فاعلى الخير كثيرون بدأوا ينهالون علينا وعلى ترامب بحكايات العجوز المخرف الذى بدا للأمريكيين خير من يمثلهم فى الأفلام الإباحية.. والتصرفات الشاذة فلم تسلم منه سيدة كبيرة أو شابة صغيرة من تحرشه باللفظ والفعل حتى ابنته، التى نال من جسدها بالقول عندما أثنى على تفاصيلها الأنثوية.. الحقيقة ونعم الأبوة، بالإضافة إلى أقواله المأثورة ونظرته الدونية للمرأة، التى هى فى البداية والنهاية زوجته وابنته وأخته ووالدته.. هل هذا ما تحتاجه الولايات المتحدة الأمريكية ليكون هذا المتحرش قائدها ورئيسها؟؟؟! هل سيتغاضى الشعب الأمريكى عن تاريخه الجنسى المفرط غير السوى ليقود الدولة العظمى والحاكم الآمر والناهى فى العالم.
ربما يختلف معى البعض فى أن الحياة الشخصية لرئيس الجمهورية أو سلوكه الشخصى لا يعنى الشعب.. إذا كان لا يعنى الشعب فلماذا إذن أثر ذلك على الرئيس الأسبق كلينتون تأثيرا سلبيا ولولا اعتذاره وحب الشعب له من قبل حدوث فضيحته، التى لو قيست بما فعله ذلك الترامب لحصل بيل كلينتون على جائزة فى الأخلاق الحميدة.
ولأن المبادئ لا تتجزأ فلا أعتقد أن الحزب الجمهورى سيستمر فى دعم هذا الترامب وسيقوم بدفعه للتنحى عن السباق وهنا ستكون الأزمة ولست أعرف كيف المخرج منها؟ وهل من الممكن أن يتم استبداله بآخر أم أن هيلارى كلينتون ستفوز بالتزكية، كما هو متعارف فى سباق الانتخابات.. وحتى لا يحدث ذلك فأعتقد أن الملف الأخلاقى وتاريخ المرشحين للرئاسة فى أمريكا يجب أن يكون على أولوية الانتخابات الأمريكية القادمة.. «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا».