يوما بعد يوم خاصة فى السنوات الخمس الأخيرة التى خرج فيها الشعب المصرى عن خوفه وليس صمته، يتأكد أن المصريين بشكل عام يعشقون حالة التهليل والزيطة والتعمق فى توافه الأمور والبحث عن أى جنازة ليشبعوا بها لطم. !!
فقد استغرق المصريون بكل توجهاتهم ومستوياتهم الثقافية والاجتماعية فى فيديو سائق التوكتوك الذى عرضه أحد البرامج الاجتماعية فى فقرة ( الشعب بيشتكى من ايه). ، ما بين مؤيد للكلام ومعادى له وثالث يعشق الهليلة فحسب !
فقد انقسم المنقسمون الذين يبحثون دوماً عن أسباب الانقسام فى أى شىء وهم:
((قطاع المعارضين للدولة)) :
وهؤلاء كذلك ينقسمون إلى ثلاثة شيع ؛
على رأسهم جماعة الإخوان وما تبقى من ذيولها النجسة على أرض مصر !
وثانيهم؛ مجموعة المتعاطفين والكارهين والباحثين عن أى عدو ذو قوة للسير فى أذياله !
وثالثهم ؛ عشاق الهيصة ونقل الشائعات والاستمتاع بالخلافات ذات الضجيج والرغى!
وهؤلاء جميعاً قد اتخذوا من هذا المقطع وسيلة للنفخ فى نيران الفتنة وتصدير الإحباط للجماهير لتحقيق غايتهم الخبيثة فى زعزعة الاستقرار ودفع البلاد للخلف كلما قامت لها قائمة.
((قطاع المؤيدين بلا عقل )):
وهؤلاء أخطر وأشد قسوة من المعارضين !
فقد فقدوا كل طرق الحكمة والمنطق وتحول عدائهم للآخرين وتعصبهم للدولة إلى وبالاً عليها !
فراح كلٍ منهم يتبارى فى إظهار حبه ودعمه بمخالفة ضميره والخروج عن حدود الأدب واللياقة واختلاق القصص الغير موثقة للنيل من هذا السائق ومن جاء به !
وانطلقت الشائعات التى تحدثت عن كونه إخوانيا منتميا لحزب الحرية والعدالة وأخرى أنه مدرس إعدادى وثالثة أنه مستأجر من أجل تلك المهمة المراد بها تصدير اليأس والإحباط وإثارة غضب الناس باستفزاز مشاعر السخط والنقمة على سوء الأحوال الاقتصادية وضيق العيش والتسفيه والتتفيه من كل الإنجازات والمشروعات الضخمة التى تحققت بالفعل وعلى أمل قريب بجنى ثمارها.
((قطاع المسؤولين بالدولة )):
وهؤلاء أولى الأمر المنوط بهم تهدئة الأوضاع والقضاء على الفتن والانقسامات
قد شاركوا مشاركة فعالة فى تأجيج الشائعات وتسليط الضوء عليها !
فانبرى مستشار رئيس الوزراء للشئون السياسية بالاتصال بمقدم البرنامج وسؤاله عن سائق التوكتوك ورغبة الحكومة فى عقد مناظرة معه أمام الناس !!!
سأترك لحضراتكم التعليق على سلوك هذا القطاع تحديداً وما تسبب به من سلبيات تفوق القطاعين السابقين !
فى حين لم يشغل بال الكثيرين من هؤلاء ولا هؤلاء ضحايا الغدر والإرهاب الذين سقطوا من أبناء خير أجناد الأرض ولم يتوقفوا كثيراً عند التفكير فى مد يداً جادة لعون هذا البلد الذى تحاك له المكائد من كل اتجاه بتصرف إيجابى ولو كان صغيراً، بدلاً من جلسات المصاطب ونضال وسائل السوشيال ميديا !!
أبناء مصر: إياكم أن تخذلوا وطناً لا يزال يتعافى من جراحه.