دماؤهم الطاهرة هى قبلة الحياة لوطن يتطلع إلى العزة والكرامة، وشعب يحب الحياة، ويتحمل ظروفا قاسية من أجل المستقبل، لكن الإرهاب لا يعرف إلا القتل والدماء، والإرهابيون لا يجيدون إلا صناعة الموت، والشهداء الأبرار هم محمد وأحمد وحسن وعبدالعاطى، لا تتجاوز أعمارهم 22 عاما، عرقهم من طين الأرض ورائحتهم من مسكها، استشهدوا وهم يهمسون «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، ورفعوا أصابعهم المحترقة بالشهادة، أما القتلة فلا دين لهم ولا وطن، بل قطعان وحشية هائمة على وجوهها.
لا يمكن لعصابة أن تنتصر على دولة، ولا يمكن لإرهابيين أن يقهروا شعبا، ولا يمكن لمرتزقة أن يواجهوا جيشا باسلا، لكنها الحرب ضد الإرهاب بكل تعقيداتها التى تتطلب نفسا طويلا، حتى يتم تطهير الجحور من الفئران، واجتثثاث الوباء من جذوره، فالإرهاب عدو غير شريف، ولا يقدرعلى عدالة المواجهة، بل يتسلل فى خسة وندالة ليضرب ويفر، مثل لصوص منتصف الليل وقطاع الطرق.
الحرب ضد الإرهاب أكثر صعوبة من حروب الجيوش النظامية، لأن العدو يعيش فى نفس المكان، ويتخفى بين الناس، وربما لا تكتشف شخوصهم إلا بعد قتلهم، فتكتشف أن الإرهابى القتيل هو نفس الشخص الذى كان يجلس مع الناس على المقهى، ويتحرك بينهم فى الأسواق، ويجاورهم من المسكن، متخفيا فى صورة غير حقيقته، فهى حروب عصابات تتطلب حكمة وحذرا فى المواجهة، حتى لا يسقط أبرياء لا ذنب لهم.
الحرب ضد الإرهاب مواجهات شرسة مع جبناء تجردوا من الإنسانية، ولا يتورعوا فى ارتكاب أفعال نازية يندى لها الجبين، فهو يقتل مسلما موحدا ومصليا، وفى الشهر الحرام، الذى حرم فيه الإسلام حتى قتال المشركين والكفار، أنهم يقتلون شبابا فى عمر الزهور، جاءوا من الريف والحضر والصعيد، لتأدية واجب الخدمة العسكرية، وكل أحلامهم أن يرجعوا إلى أهاليهم سالمين.
أمريكا بجلالة قدرها جاءت بكل قوتها وحشدت جيوش الدول الكبرى، ولم تنجح فى القضاء على الإرهاب فى سوريا، رغم عشرات الآلاف من الغارات، ومئات الأطنان من القنابل، ولكن جيشنا الباسل قادر على تحرير سيناء، وإعادتها لأحضان الوطن نظيفة وسالمة، ليزرعها المصريون بالخير والنماء، بدلا من القتل والدماء، فقضيتنا عادلة، وغايتنا هى وطن آمن يوفر حياة كريمة، لشعب تحمل الكثير من التضحيات.