"فــيـا مـن قـد نــوى سـفـرا بـعـيـدا متى قل لى رجوعك من نواك
جــــزاك الله عـنّـي كـــل خــــيـــــر. وأعلم أنّه عنّي جزاك
فيـا قــبــر الـحــبـيــب وددت أنـّــي. حملت ولو على عيني ثراك"
دون سابق إنذار وبموعد حدده القدر سلفا رحل عنا دون ان يخبرنا فقدناه عزيزا وترك لنا الآلم لنتجرعه والحزن يملأ الكاسات فقدناه حبيبا والقلب يعتصره الغياب فقدناه طيبا والسواد يسود المكان فقدناه بشوشا والامل صار خيط دخان فقدنا الأخ والصديق والرفيق والمحب والطيب
محمد عزوز ٢٩ سنة صحفي بملحق دموع الندم بدار التحرير رحل وخلف وراءه الدموع والندم هو شاب مصري مثله مثل ملايين المكافحين الذين يقطعون المسافات والمساحات بحثا عن أقواتهم ومصدر رزقهم لكنه يختلف عن الجميع فصفاته ان قلت لن تستطيع ان تحصيها هو اسمر البشرة ابيض القلب اصيل راجل شهم ذوق اخلاق رفيعة ضاحك بشوش مؤدب صعدت روحه مثلما تصعد آلاف ارواح الأبرياء بدون ذنب الا أنه فقط قرر ان يسافر مستقلا أتوبيس في طريق مهدته حكومة وأشرف عليه مسئولين ومنح رخص السائقين عليه مسئولين حكوميين وسارت عليه ضمائر غابت وعقول تاهت في متاهة الادمان والتعاطي
دمائهم ياسادة تفرقت بين إهمال الحكومة ومعدومى الضمائر المنتحرون علي الأسفلت بتهورهم ورعونتهم مخلفين خلفهم شلالات الدماء النازفة وآلام الثكلى والفاقدين لذويهم.. نعم ارهاب من نوع اخر تخويف ظلم فساد اهمال روتين بيروقراطية تقبع خلف مكاتب مكيفة ودماء تحاصرنا في كل الانحاء ارهاب الطرق يحصد أرواح الأبرياء
محمد صعدت روحه الطاهرة لتلقي ربها في حادث تظل الحكومة متهما اول فيه نجا من خط النار في معركة الوجود علي الحدود يوم ٢٤ مايو الماضي حينما كان برفقة الزملاء جمال عقل ووائل موسي ومحمد جمال بسيناء لكن روحه الطاهرة أبت الا تلقي ربها الا شهيدة
مصر تتصدر.. عنوان عريض بمجرد ان تضغط ذَر محرك البحث على شبكة الانترنت ستجد اننا نتصدر كل شئ في الاهمال والمرض والفشل والجهل فنحن بلا فخر نتصدر قائمة دول العالم في حوادث الطرق حيث تؤكد الإحصائيات - حسب منظمة الصحة العالمية -أن عددَ الوفَياتِ جراءَ حوادثِ الطرق في مصر يتجاوز الخمسةَ عشَرَ ألفا فيما قد يصل المصابون إلى الخمسين ألفا تقريبا، سنويا، ما يجعل معدلَ القتلى في مصر ضِعفَ المعدلِ العالمي، يتحمل مسئوليته عنصر بشري أرعن فضلا عن تقصير حكومي وتداخل في المسؤوليةِ بين مؤسساتِ الدولة فالأسباب معروفة للجميع ومنها علي سبيل المثال لا الحصر. .سوء حالة الطرق وانتشار المطبات العشوائية وتهور السائقين وعدم وجود رقابة مرورية فاعلة ورغم ذلك تقف الحكومة عاجزة عن مواجهة تلك الظاهرة الخطيرة التي تحصد أرواح العشرات يوميا والآلاف سنويا
صباح أمس فقدنا الزميل محمد عزوز أثناء عودته من مسقط راسة بمحافظة سوهاج وفي السنوات الماضية فقدنا العديد من الزملاء في حوادث مماثلة منهم فهد ألعياط وخالد عبدالعليم ووليد نصير.
للارهاب وجوه أخرى كافحوها ان شئتم فالفشل ارهاب والكسل ارهاب والظلم ارهاب والتزوير ارهاب والاهمال ارهاب رحم الله كل ضحايا الإرهاب واسكنهم فسيح جناته ولحكومتنا الموقرة الخزي والعار.