حكاية جميلة عن فتاة مصرية اسمها وفاء البدرى، كانت تسير فى أحد شوارع برلين، حيث تعمل وتعيش، فالتقت مصادفة بالمصورة الرومانية ميكايلا نوروك، التى تقوم بمهمة عظيمة جدا هى البحث عن الجميلات الحقيقيات وتصويرهن وضمهن لما يسمى «أطلس جميلات العالم».
جمال «وفاء» ظهر منذ اللحظة الأولى، عندما أبدت استعدادها لمساعدة المصورة، وكانت لا تعرفها، فى الوصول لجهة معينة فى برلين، وهذا هو مكمن الجمال الأول فى الإنسان، أن يكون قادرا على مساعدة الآخرين، وأن يشعر بحاجة الآخر إليه حتى ولو فى أبسط الأشياء.
من حسن حظ وفاء البدرى أن الرومانية ميكايلا نوروك كانت تبحث عن الشىء المفقود فى العالم الحديث، عن الجمال الفطرى الذى يترك أثره فى القلب عند رؤيته للمرة الأولى دون استخدام أدوات تجميل أو عمليات جراحية، قلنا: إن هذا الشىء مفقود الآن، والفقد هنا لا يعنى «الاختفاء» لكنه يعنى «التجاهل» والسقوط فى «الزيف» الخارجى.
لا أعرف على من يجب أن أتحدث أكثر عن الجميلة وفاء البدرى بملامحها المصرية جدا، التى تشبه أميرة فرعونية، أم عن المصورة الرومانية التى تبحث عن المستحيل تقريبا، التى تقوم فكرتها على تحقيق «أطلس جميلات العالم» بالبحث عن الجمال الطبيعى وتجسيده وتوثيقه فى كتاب من المقرر طباعته ونشره فى دول عدة العام المقبل، ومن ينلن فرصة الوجود فى صفحات هذا الكتاب هن من تعتبرهن المصورة رموز الجمال فى العالم، اللواتى استطعن جذب انتباه المصورة الرومانية خلال زيارتها لدول مختلفة، وكما أكد تقرر صحفى، هى لم تفرض أى شروط للاختيار سوى الجمال الطبيعى، ومن بين اللواتى اختارتهن نساء فى الستين من العمر، وأخريات فى سن المراهقة.
نعم العالم الصاخب المضطرب بالحروب والخاضع لكل عوامل الادعاء والمتسبب فى بحور الدم المنتشرة فى كل أرجائه، والمشغول بقيم لا علاقة لها بالحقيقة، ينقصه كثيرا العودة للفطرة، واكتشاف جماله الحقيقى، وحتما سوف يتجاوز الأمر بعد ذلك البحث عن الوجه والتناسق الجسدى للبحث عن الأخلاق والقيم والحب والتسامح.
«أطلس جميلات العالم» يمنح الإنسان الثقة فى نفسه، وجعله قادرا على تحدى التغيرات التى سيواجهها طوال الوقت، ومحاولة للتأثير فى مقومات النجاح العالمية، التى تقوم على فكرة «الإبهار والادعاء والإقناع غير الحقيقى والتأثير الوقتى»، وكل ذلك ربما يسبب القبول فى البداية لكن الكوارث سوف تتكشف بعد ذلك، كما جاء فى القرآن الكريم «أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض».