حركات بلا سياسيين.. ولايكات بلا منظرين

كان تعبير «موت السياسة» منتشرا منذ بداية الألفية بين بعض الكتاب والسياسيين. ولا نقول الحزبيين لأن السياسة ظلت خارج الأحزاب أكثر منها داخلها. ونعرف أن الأحزاب التقليدية الوفد والتجمع والناصرى والأحرار كانت فى السنوات الأخيرة لمبارك مجرد صحف. بل إنها دخلت جميعا فى صراعات على المقار والصحف والمناصب الحزبية وتركة رؤساء الأحزاب المؤسسين. ومن اللافت أن الأحزاب التقليدية مثل الوفد والتجمع تراجعت بعد رحيل أو اعتزال مؤسسيها. وفقد رونقها ونفس الأمر مع الناصرى والأحرار. وعجزت قيادات الصف الثانى عن تطويرها أو الحفاظ عليها. فغرقت فى الصراعات أو الكسل. ولد نوع من السياسيين والنشطاء مع ظهور حركة كفاية والجمعية الوطنية للتغيير، التى استقطبت نخبا من الأكاديميين ، وظلت حركات لم تنته إلى أحزاب، لأن هذه الحركات كانت تضم تنوعات من اليمين لليسار يوحدون خطابهم ومطالبهم فى إصلاح سياسى. ولم تتبلور هذه الحركات إلى أحزاب، أو حتى منتديات سياسية. لكن بعض قيادييها انخرطوا بعد 25 يناير فى زحام النجومية الفضائية والافتراضية، وظلوا عاجزين عن تكوين أى تجمع ولو على سبيل الحوار. والملاحظ أن هؤلاء النشطاء الجدد الذين ظهروا مع حركات كفاية أو الجمعية الوطنية كانوا يشكلون نوعا من السياسيين يتحدثون فى السياسة، من دون أن يمارسوها فعليا، وكلما حاول بعضهم أن يمارس العمل السياسى المنتظم، يدخل فى صراعات تنتهى بالانسحاب والعزلة، والعودة إلى المعارضة السهلة بكتابة مقالات أو التواجد على مواقع التواصل فى عالم الأفيهات واللايكات. ومن هؤلاء نوع مختلف لا هم بالسياسيين ولا الإعلاميين، وتداخل الإعلامى بالسياسى، والسياسى بالناشط، والعامل المشترك هو الشكوى، والحديث عن مؤامرات ومواقف وحصار، مع أنهم لايتوقفون عن الكتابة والشكوى. بعض هؤلاء انخرطوا بعد يناير أو يونيو فى فعاليات سياسية أو مؤتمرات، وسرعان ما انسحبوا، وتجد لدى كل منهم مبررات وشكاوى، تعلق الفشل فى رقبة آخرين، ويعيدون مقولة «موت السياسة» ليبرروا عجزهم عن مغادرة حالة الشكوى، والتنظير المتناقض واختراع عبارات وشعارات رنانة، لكنها قديمة وتبدو أقرب لما كان أيام مبارك والحزب الوطنى. ينتظرون حوادث عارضة، ويغرقون فى البحث عن زبائن على شبكات العالم الافتراضى، من دون أن يقدموا أى بدائل للتفكير غير شعارات جوفاء ومكررة، ويقولون مالا يقتنعون به شخصيا، ويكتفى كل منهم بعدد من المعجبين يشحنون ذاتيته بعلامات الإعجاب.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;