هؤلاء يتاجرون بالشعارات ويتلاعبون بآمال البسطاء ويصدرون القلق والكآبة للمصريين
«الحرية» كانت «الكلمة» الثانية فى ترتيب شعار ثورة 25 يناير المكون من أربع كلمات فقط «عيش، حرية، عدالة اجتماعية»، وهو الشعار الذى دغدغ مشاعر المصريين، وصدقوه، واعتقدوا أنه سيتحقق على أرض الواقع، ومرت الأيام، ولم يتحقق عنصر واحد من العناصر الثلاثة، فلم يصبح هناك لا عيش ولا حرية ولا عدالة اجتماعية.
نعم النشطاء والثوار الذين اتخذوا من الشعار مطية فقط لتحقيق أهدافهم الرامية لإثارة الفوضى، أول من ركلوه بأقدامهم بعيدا، ودشنوا لكل أنواع الديكتاتورية، والعداوة الشديدة للمختلفين معهم فى الرأى. فمع الساعات الأولى لثورة 25 يناير، فوجئنا بفتاوى التكفير، عندما أصدروا القائمة السوداء للمشاهير، ضمت شخصيات عامة، وفنانين، ورياضيين، وسياسيين وإعلاميين، واتهامهم بأنهم من رموز الفساد، الذين استفادوا ودعموا نظام مبارك، وأسسوا صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك وتويتر» تضمنت القوائم بالأسماء. أيضا أول من دشنوا مصطلح «الفلول»، فى أبشع فتوى لتكفير الغير، ثم أطلقوا مصطلح «العسكر» على المؤسسة العسكرية الوطنية، واستحدثوا شعار العار والخزى والمؤامرة فى مظاهراتهم ضد جيش مصر «يسقط يسقط حكم العسكر»، بجانب تبنى خطاب ينثر بذور الفرقة، والتصنيف، والشتائم البذيئة، وإلصاق الأباطيل بخصومهم السياسيين.
ورغم الغضب الشديد الذى سكن صدور وقلوب الغالبية الكاسحة من الشعب المصرى يصل إلى حد الإجماع، من الخطاب الشتام والمنحط، فإن هؤلاء مازالوا مستمرين فى نهجهم ووقاحتهم، وبدلا من أن يتعظوا، ويحترموا كل الرؤى والأفكار والأيدلوجيات المخالفة لهم، استمروا هذه الأيام فى إصدار فتاوى التكفير وتشويه المخالفين والمعارضين لهم، فإذا شتمت ولعنت الرئيس السيسى والجيش والشرطة، فأنت حبيبهم وكفاءة، ووطنى، ومناضل، وثورى، ويحملونك فوق الأعناق، وإذا دافعت عن الدولة وجيش بلادك، فأنت مطبلاتى وعبد للبيادة، وإنقلابى.
يَرَوْن أن أراءهم هى الصح، التى لا يتخللها الباطل من قريب أو بعيد، ولا بد من الدفاع عنها بكل الوسائل، بما فيها العنف المسلح والمخرب والمدمر، وكل أراء المخالفين والمعارضين لهم، سيئة ويجب الوقوف أمامها وإعلان الحرب عليها، وطمرها تحت التراب.
هؤلاء لا يدركون أن اتهاماتهم لمعارضيهم «شرف»، وإشادتهم «عار»، وأن جميع المصريين، كرهوا هؤلاء التكفيريين، سواء أصحاب فتاوى التكفير السياسى، أو الدينى، هذه الحرية التى يتغنون بها هؤلاء النشطاء والنخب الفاسدة، التى تكفر من يختلف معهم، ويغتالون سمعتهم، عبارة عن بضاعة رخيصة يحاولون التكسب من ورائها، مال وشهرة وجاه، حتى ولو على أنقاض الوطن.
هؤلاء أكثر خطرا على أمن وأمان البلاد والعباد، من الأعداء، يتاجرون بالشعارات، ويتلاعبون بآمال وطموحات البسطاء، ويصدرون القلق والكآبة للمصريين من خلال الدعوات المستمرة للخروج فى ثورات وإحياء ذكرى أحداث دموية، فيدعون لثورة جياع 11/11، وما أن يمر هذا اليوم مرور الكرام، ستجدهم يدعون لثورة 25 يناير 2017، ثم إحياء ذكرى تنحى مبارك 11 فبراير، ثم أحداث محمد محمود الأولى والثانية، ومجلس الوزراء، والعباسية، إلى آخر هذه الذكريات. فهل هذه هى الحرية، والعيش، والعدالة الاجتماعية؟ وأين شعارات ثورات بذل الجهد فى العمل، وتحسين التعليم، والصحة، ونثر الأمن والأمان والاستقرار؟ هل الثورات تتركز فقط فى الحرق والتخريب والقتل وإثارة الفوضى؟ هؤلاء نشطاء فى التهرب والدمار فقط.
ولك الله يا مصر...!!!