11/11 دعوة لقيطة مجهولة النسب والهوية، لا تعرف من أطلقها ولا من يقف وراءها، ولا ترتبط بذكرى أحداث معينة، والجميع يتبرأ منها ويؤكد عدم المشاركة فيها، وكأنها لهو خفى جديد على غرار الأحداث الغامضة بعد 25 يناير، ورغم ذلك يتم التضخيم فيها والتحذير منها، على طريقة «اللى يفكر فى العفريت يطلعله»، وكما العفريت كائن وهمى يخاف الناس من سيرته، دون أن يروه أو يتأكدوا من وجوده، أصبحت 11/11 عفريتا لا وجود له إلا فى أذهان من يفكروا فيها.
العفريت صورة مُتخيلة و11/11 حدث تخيلى، فهل ينزل الناس إلى الشوارع والميادين، للثورة والحرق والتخريب، ويتخيلون أن ذلك من أجل زجاجة زيت أو كيلو أرز، أو لأن الأسعار انفلت عيارها وتحملهم فوق طاقتها، وهم يعلمون جيدا أن أهم أسباب الأزمة هى الفوضى التى أعقبت 25 يناير، وأن تكرار السيناريو لن يترك لهم، وطن يتشاجرون فيه على السكر والزيت والأرز، وبالمناسبة الأرز الآن متوفر ولا يجد من يشتريه، والسكر ستنفرج أزمته فى أقل من أسبوعين، والأزمات تجيئ وتذهب، ولكن الذى يذهب ولا يعود هو أمن الأوطان واستقرارها.
نحمد الله أن لمصر جيشا يحميها، وأنقذها من براثن الشيطان فى لحظات تاريخية، وهذا الجيش ومعه الشرطة ووراءهما ظهير شعبى بطول البلاد وعرضها، سوف يضربون بيد من حديد، كل من تسول له نفسه العودة إلى الأيام السوداء، حين كانت قلوبنا ترتجف فى صدورنا، خوفا ووجعا على وطن رائع، يمضى بسرعة إلى الضياع، بعد أن اختطفته عصابة الإخوان.
من المستفيد من إطلاق تلك الدعاوى الشيطانية؟ الإجابة فى المواقع الإخوانية وإعلامهم البائس فى تركيا، فقد أصابتهم حالة من الهوس العقلى، خيلت لهم أن الجماهير العريضة سوف تزحف إلى الشوارع والميادين لإسقاط النظام، وهى الأكذوبة فوق المائة التى يطلقونها ثم يصدقونها وحدهم، ويعيشون فيها فتفصلهم عن الواقع، وتجعلهم يدمنون الخيال المريض.
11/11 لن تكون ثورة الوهم الأخيرة، فأكازيون الثورات الشتوية القادمة حافل بالمعروضات والتخفيضات، والجمعات كثيرة، الغضب والصمود والزحف والتنحى والرحيل والنصر، وغيرها من أوكازيونات السلع الراكدة والفاسدة، التى لن يقبل عليها أحد، مهما روجوا لها ورقصوا كالبهلوانات.