لا أدرى ما هو السبب وراء الإصرار ـ المتعمد ـ من البعض لإقناع الشعب أن فكرة المؤامرة التى تتعرض لها مصر وكثير من دول المنطقة ما هى إلا خيال، اخترعته الأنظمة الحاكمة، لتصدير فكرة الخوف والرعب للشعوب، وضمان البقاء على رأس السلطة، فى حين أن كل الدلائل والمؤشرات تؤكد حقيقة تلك المؤامرات التى تديرها دول وتحرك تفاصيلها أجهزة، بهدف تدمير دول، وإسقاط أنظمة، وإشاعة فوضى، وإشعال فتن، وتدمير الأخضر واليابس، والعودة إلى حياة الغاب باسم الإسلام.
وأؤكد هنا أننى لست بصدد الدفاع عن أنظمة، أو التسويق لحاكم، إلا أن التساؤلات التى يطرحها الواقع، تؤكد عدم منطقية ما يدور فى كل أرجاء المنطقة.. بدليل الإرهاب الموجود فى سيناء، ونوعية الأسلحة الحديثة التى بحوزة تلك الجماعات، والكيفية التى يصل بها السلاح إلى أيديهم، والفاتورة اليومية الضخمة التى تصل لمليارات الدولارات، من أسلحة وذخائر ورواتب وإعاشة، والتى من المستحيل أن تتحملها إلا دول، أو تدير حركتها سوى أجهزة.
وإذا كان ما سبق لا يكفى، فأرجو أن يجيبنى أى من المشككين، عن السر وراء إصرار تلك الجماعات على استهداف أفراد الجيش المصرى، على الرغم من علمهم التام أنه الجيش العربى الوحيد الذى مازال يحتفظ بكيانه وقوته، ومازال صامدا بعد تدمير الجيش العراقى والسورى والليبى، وإن سقوطة يعنى سقوط مصر والمنطقة بأثرها، بعد أن وقف فى 2012 أمام مخطط مشروع الشرق الأوسط الكبير، الذى أنفقت أمريكا ودول عربية وغربية مليارات الدولارات من أجل تنفيذه
وإذا كان مازال لديكم إصرار على استبعاد فكرة المؤامرة، فليعطنى أى من المشككين مبررا، لما تقوم به الجماعات التى تكونت من المصريين فى أغلب دول الخليج، لجمع الدولارات من المصريين العاملين فى الخارج، وبأسعار تزيد كثيرا عما هو موجود فى مصر، وتوصيل مقابلها بالعملة المصرية عن طريق شركاء لهم بالداخل إلى اى مكان فى مصر خلال دقائق، على الرغم من أنه لا جدوى من جمع الدولار فى أى من دول الخليج، لانه متوفر وسعره ثابت منذ سنوات، وإن الهدف هو منع الاقتصاد المصرى من الاستفادة من تحويلات المصريين بالخارج، وأن ملايين الجنيهات التى يخسرونها يوميا لا يمكن أن تتحملها أيضا سوى خزائن سوى دول.
وإذا كان الامر لا يتعلق بمؤامرة على مصر والمنطقة، فليجينى المشككين، (من يقاتل من فى سوريا؟) جبهة النصرة تقاتل داعش، أم داعش يقاتل النصرة، أم الجيش الحر يقاتل داعش، أم داعش يقاتل الجيش الحر، أم الجيش النظامى السورى يقاتل داعش، أم النصرة تقاتل الجيش الحر، أم الجيش النظامى السورى يقاتل الجيش الحر، أم عشرات الفصائل والجماعات التى تهنا فى أسماءها تحارب من ضد من، ولمصلحة من، ومن يمول، ومن له القدرة على دفع مليارات الدولارات يوميا على سلاح ورواتب وإعاشة الالاف من هذه الجماعات؟، إلا خزائن دول، وقدرات أجهزة تحرك وتنظم وتستخدم.
ألم يسأل أى من المشككين نفسه، لماذا دخل الناتو إلى ليبيا، ولماذا أسقط حكم القذافى، على الرغم من أن الموضوع لم يكن يتعلق بالغرب من قريب أو بعيد، ولماذا ألقى الناتو بكل هذا الكم من السلاح فى ليبيا، وحولوها إلى مأوى للإرهابيين من كل دول العالم ؟.
أؤكد أن حقيقة المؤامرة، والتمويل، والتحريك، يعلمها الجميع، إلا هؤلاء المشككين.