الشباب الذين يرتدون «الجلاليب» و«الصنايعية» و«فلاحين ويع عليهم» ولا يتساوون مع 6 إبريل
سؤال بسيط، يحتاج إجابة أكثر بساطة، بعيدا عن التنظير السفسطائى، هل نريد أن نعيش فى دولة قانون أم نريدها فوضى ويحكمها قانون الغاب؟
مناسبة السؤال، أن الأمر اللافت والذى شغل حيزا كبيرا من اهتمام المعارضة "على كل لون ياباتستا"، منذ 30 يونيو 2013 وحتى الآن، المطالبة بالإفراج عن الشباب المحبوسين خلف أسوار السجون، وهو المطلب الذى تحول إلى "لبانة" يلوكها هؤلاء ليل نهار، وفى كل المناسبات، وكأن مصر اكتظت سجونها بالأبرياء.
نعم، قصة الدفع بالشباب، والشباب غاضب، والشباب عازف عن المشاركة السياسية، والشباب "صوابع أظافره منملة"، أصبحت سلعة رائجة للتجارة وتحقيق المكاسب السياسية، والمادية من خلال تلقى التمويلات للدفاع عما يطلق عليهم كذبا وبهتانا "مسجونى الرأى"، وتسأل الجهابذة من المعارضة ونخب العار، عمن هم هؤلاء الشباب العازف والغاضب والمعتكف والناقم والمحبوس خلف أسوار السجون، وكم عددهم؟ وهل المعنيون هم شباب مصر الذين يشكلون 60% من تعداد السكان، ويقطنون المحافظات المختلفة، أم المحبوسون على ذمة قضايا جنائية والمنتمون لما يطلق عليهم القوى الاحتجاجية؟
وهل من المنصف بمكان أن نختصر شباب مصر فى 4 أو 10 مساجين فى قضايا وهم علاء عبدالفتاح الذى حرض على قتل ضباط الشرطة والجيش، وأحمد ماهر، ومحمد عادل الذى اعترف بتلقيه تمويلات من الخارج وسرق "هاردات ديسك" الحسابات الآلية لمباحث أمن الدولة عقب اقتحامها، وكله مسجل صوتا وصورة، أم أحمد دومة الذى اعترف بأنه حرق المجمع العلمى، بكل فخر وإباء يحسد عليهما، وكأن المجمع العلمى ذراع من أذرع الفساد؟ وهل حريق كيان ثقافى وعلمى وتاريخى مثل المجمع العلمى من قضايا حرية الرأى، والنشاط الثورى.
الحقيقة أن هناك خلطا شديدا فى المفاهيم والأوراق، وارتباكا مدهشا فى قراءة المشهد، والفقر المدقع فى فهم الحقائق واستيعابها، فكل النشطاء ونحانيح الثورة، ودراويشهم، وداعميهم لا يرون فى شباب مصر على امتداد أكثر من مليون متر مريع هى مساحة البلاد، غير قيد أنملة تتمثل فى الأربعة المحبوسين، بجانب المترددين على تويتر وفيسبوك ومقاهى وسط القاهرة، ويتخذ منه معياراً وإحصائية، للتدليل على أن الشباب، غاضب وعازف عن المشاركة السياسية بكل استحقاقاتها!
وكأن المعارضة لا ترى الشباب الذين يرتدون «الجلاليب» من أبناء الفلاحين فى محافظات الوجهين القبلى، والبحرى، وشباب المناطق الشعبية «الصنايعية»، باعتبارهم «فلاحين ويع عليهم» على عكس نظرتهم لقيادات حركة 6 إبريل ونحانيح الثورة، من أصحاب الشعر المضفر، فى أبشع عملية اختزال وتشويه وتعال وإنكار الحقوق، والتفرقة بشكل عنصرى، فكل شباب مصر لا قيمة لهم، وأن أحمد ماهر ومحمد عادل، وعبد الرحمن يوسف القرضاوى، ومصطفى النجار وأسماء محفوظ وعلاء عبدالفتاح، هم شباب مصر الفعلى!
وأحب أن أؤكد، أن المشاركين فى كل الاستحقاقات الانتخابية، والمدافعون عن أمن وأمان البلاد ويقفون على الحدود يضحون بأرواحهم هم شباب لا يتعدى أعمارهم العشرون عاما، وهم الفئة المطحونة، فى الوقت الذى لم يشارك فيه نحانيح الثورة، ونشطاء السبوبة المتعالون على بنى وطنهم والباحثون عن مغانم وسلطة وجاه فى أى قضية تهم الوطن.
ومع ذلك - يا أخى - تجد من يدافع عن المحبوسين والنحانيح المخربين، ولا تجد من يدافع عن الملايين من أشرف من فى مصر فى القرى والنجوع والكفور فى المحافظات المختلفة، لا لشىء إلا لأنهم لا يعرفون للشتائم الوقحة طريقا، أو يظهرون كما من الحقد والكراهية لوطنهم، أو يخرجون فى المظاهرات، وإثارة الفوضى والتخريب.
لأنهم محترمون ويعشقون بلادهم ويضحون بأرواحهم من أجلها.
ولك الله يا مصر!!