قلت من قبل إن محمد البرادعى هو عراب الجماعة الإرهابية، المسماة بالإخوان المسلمين، لكن هناك من لم يرد أن يصدق ذلك، واعتبرنا مهاجمين للرجل بدون دليل لأنه تجرأ وتحدث عن النظام الحالى فى مصر بشكل يرضى أنصار هذا النظام، رغم علم هؤلاء بأن القصة لا تتعلق بنظام، ولكنها مرتبطة بشخص أدمن الكذب، وأن يكون ألعوبة فى يد من يحسن تحريكه واستخدامه.
قلت ولازلت عند موقفى بأن البرادعى هو عراب الجماعة الإرهابية، التى سارعت لمباركة بيانه التضليلى، والمزور عن أحداث 3 يوليو 2013، فى تأكيد واضح على العلاقة العضوية والمصيرية، التى تربط البرادعى بالجماعة، فبعد ساعات من بيانه المريب والغريب، والذى صدر بدون سبب معين اللهم إلا المساعدة فى تهييج الرأى العام المصرى قبل ما سمى بمظاهرات 11/11، أعلن إبراهيم منير، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية ترحيبه ببيان البرادعى، وقال وفقًا لما نقلته عنه وكالة الأناضول التركية، الداعم الإعلامى للجماعة: «أن تأتى قامة كالبرادعى متأخرة خير من أن ألا تأتى».
تصريح منير الذى يعيش فى لندن، له أكثر من دلالة، أولها أن إشارته للبرادعى بوصف «القامة»، الذى يطلق على شخص يحظى باحترام جماعة معينة، وهو ما يؤكد احترام الجماعة للبرادعى، ونظرتها له سواء كأحد المروجين لفكر الجماعة سياسيًا أو الترتيب لتحركاتهم الخارجية بحكم علاقاته الدولية، التى اكتسبها حينما كان مديرًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أو لدى خدمته مع بعض الأنظمة الغربية، التى تتعامل مع البرادعى كونه أحد أذرعه فى المنطقة.
الدلالة الثانية أن هذا التصريح يكشف حجم التنسيق بين البرادعى والجماعة، خاصة أن منير فى تصريحه بارك بيان البرادعى، بل دعاه إلى إصدار بيانات أخرى، الهدف منها بطبيعة الحال تحريض المصريين على النظام الحالى، ومحاولة تسخين الشارع قبل أيام من الدعوة المشبوهة للتظاهر فى 11/11 المقبل، وهى الدعوة التى انطلقت من صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى، اكتشفنا بعد ذلك أنها تدار من تركيا وبتخطيط من أعضاء بالإخوان مقيمين فى أنقرة واسطنبول، وتولت قناة الجزيرة القطرية الترويج لهذه الصفحات عبر برامج استضافت خلالها القناة عددًا من القائمين على هذه الصفحات، من بينهم ياسر العمدة، منسق ما تسمى بحركة غلابة، وآخرون فضلًا عن استضافة بعض المتعاملين مع الجزيرة من مصر عبر «سكايب».
بالتأكيد كل المؤشرات كانت تقول بأن البرادعى ليس إلا عراب أو مسوق للجماعة الإرهابية، سواء من خلال الاجتماعات التى عقدها فى عدد من العواصم الأوروبية مع قيادات إخوانية، أو عبر تغريداته على موقع تويتر، التى كانت تدعو إلى المصالحة مع الإخوان، أو مساعدة الجماعة فى التحريض على ثورة 30 يونيو، رغم أن البرادعى كان أحد الحاضرين وقت الإعلان عن عزل نظام الإخوان فى مصر، وطلب أن يتولى البرادعى رئاسة الحكومة، وبعدها أصبح نائبًا للرئيس، لكن يبدو أن المناصب وحدها لا تكفى البرادعى لأن هناك ما هو أكبر وأقوى يسعى له، وهو تخريب مصر.
نحن أمام تنسيق وتناغم واضح فى الأهداف بين البرادعى والإخوان، فالاثنان يسعيان لتخريب مصر، ولديهما خطة تقوم علتى التسخين، الذى يبدأ من صفحات مجهولة تتولى الجزيرة الترويج لها، ثم يتدخل البرادعى ببيان غالبيته يناقض الحقيقة والواقع تمامًا، وبعد ذلك تعلن الجماعة مباركتها لبيان البرادعى، وتتولى بعد ذلك الأحداث على أمل الوصول إلى مرحلة ينتفض فيها الشارع المصرى مساندًا وداعمًا لعودة الإرهابية مرة أخرى أو الصدام مع الجيش المصرى، وبعدها تتحول مصر إلى بركة دماء.
هذا هو المصير الذى يأمل البرادعى وإخوانه فى الإرهابية أن يروه يومًا ما، لكن بفضل الله وبيقظة أبنائها وبسواعد قواتنا المسلحة وعقيدتهم التى لن تتزعزع تجاه حماية مصر، ستفشل كل هذه المحاولات، وسيكون مصير البرادعى ومن معه «مزبلة التاريخ».