فوز ترامب سقوط جديد للإخوان.. والخليج يبحث عن مصر

بعد معركة انتخابية هى الأكثر فضائحية وصدامية فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية استطاع المرشح الجمهورى دونالد ترامب الفوز على هيلارى كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطية فى واحدة من أهم المفاجآت فى أمريكا، فى ظل الاكتساح الإعلامى لكلينتون حتى قبيل بدء الانتخابات، وهو ما يعكس مجموعة من الدلالات التى نرصدها فى مقالنا حول هذه الانتخابات وتداعياتها حول العالم خاصة على مصر. أولا: بمجرد إعلان فوز ترامب أعلنت الصفحات الإخوانية فرارها وتراجعها عن دعواتها المشبوهة للتظاهر يوم 11-11 ومنها صفحة "ثورة الغلابة" الإخوانية، وخرجت التصريحات المختلفة من قياداتهم الإرهابية الهاربة تؤكد أن القادم أسوأ بعد أن فقدوا حماية الحزب الديمقراطى الأمريكى ممثلا فى باراك أوباما، وهيلارى كلينتون التى تبنت جماعة الإخوان وفتحت لهم وزارة الخارجية الأمريكية إبان عملها كوزيرة للخارجية فى فترة حكم أوباما الأولى، وهى التى قالت فى مذكراتها "خيارات صعبة" إنها "اتفقت مع الإخوان على الاعتراف بتنظيم الدولة"، وأيضا الاعتراف بالدولة الإسلامیة حال إعلانها فورا وفجأة تحطم کل شىء، فى إشارة منها إلى ثورة الشعب المصرى العظيم فى 2013.. وكأن لسان حال الإخوان الآن يقول "لقد تحطم كل شىء". ثانيا: فوز ترامب يؤكد من جديد المؤامرة الإعلامية عن نوايا وتوجهات الإعلام الغربى الذى احتفى بكلينتون وأنزلها فى مقدمة استطلاعات الرأى على مدى شهور الحملة الانتخابية، وهو الأمر الذى يعكس حقيقة أن هذا الإعلام ليس أمينا أو رشيدا لكنه يعمل لحساب أجندات تتفق مع مصالحه، وهو ذات الإعلام الذى تلقى ضربات متتالية فى صميم نزاهته من الدولة المصرية، بعد أن راح يكيل الاتهامات لمصر على غير الحقيقة لمصلحة جماعة الإخوان الإرهابية الذين استأجروا عقول هذا الإعلام للتشهير بمصر، فما أشبه الإخوان بكلينتون "ظاهرة إعلامية فقط دون واقع". ثالثا: بمجرد فوز ترامب كان على كل دول العالم التعامل مع فوزه باعتباره أصبح حقيقة وهو السيد القادم إلى البيت الأبيض، لكن الأمر المثير أن الدول الغربية ومن يسيرون فى فلكها ترددت كثيرا أو أعلنت تهنئتها مع تحفظات مختلفة، لكن كانت المفاجأة أن دول المعسكر الشرقى ومنها روسيا والصين كانت تهنئتها لترامب واضحة، مؤكدة وهو الأمر الذى يمكن أن يشير إلى تبدلات كبرى فى السياسة الدولية والنظام العالمى.. وهو ما يعكس سيطرة الإعلام "الضبابى"على قرارات الدول الغربية ومواقفها. رابعا: يبقى أن نؤكد على قدرة الدولة المصرية على قراءة المواقف السياسية وتحليلها، وهى ما استبان فى لقاء الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي بالمرشح الجمهورى الذى أصبح رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية لأربع سنوات مقبلة على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، والاتفاق على التعاون المشترك بين مصر وأمريكا لمكافحة الإرهاب، والاتصال الأخير بين الرئيس وترامب يعكس صورة العلاقات المصرية الأمريكية إبان حكم ترامب للبيت الأبيض. خامسا: رئاسة ترامب للولايات المتحدة الأمريكية، نتصور أنه سوف يفرز نظاما عالميا جديدا ستلعب فيه مصر دورا محوريا، خاصة فى العلاقات الأمريكية الخليجية، فمصر التى أعلنت غير مرة عن حمايتها لأمن الخليج بعبارة الرئيس الشهيرة "مسافة السكة"، ستلعب دورا محوريا ومهما فى هذا الصدد فى ظل العلاقة الشخصية الطيبة بين الرئيسين المصرى والأمريكى، بما يعنى حاجة دول الخليج إلى الوساطة المصرية فى هذا الجانب، خاصة أن تصريحات ترامب السابقة بأن "دول الخليج لا تملك سوى المال" وغيرها من التصريحات التى تشكل الآن ذعرا فى دول الخليج، خاصة السعودية، لم يعد أمامها غير اللجوء لمصر التى استطاعت أن تدير استراتيجياتها بذكاء وحكمة وقراءة للمستقبل.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;