أَجلْ إن ذا يوم لمن يفتدى مصرا فمصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر هى المحرابُ والجنةُ الكبرى
أجل إن ماءَ النيلِ قد مرَّ طعمُه تناوشه الفتاكُ لم يدعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو شبرا
فهلا وقفتم دونها تمنــــــــــــــــــــــــــحونها أكفاً كمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء المزنِ تمطرها خيرا
سلاماً شباب النيل فى كل موقفٍ على الدهر يجنى المجدَ أو يجلبُ الفخرا
تعالوا فقد حانتْ أمورٌ عظيمةٌ فلا كان منا غافلٌ يصم العــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــصرا
شبابٌ نزلنا حومةَ المجدِ كلناَ ومن يغتدى للنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــصر ينتزعُ النصرا
مصر وجدت نفسها فى أرواح مقاتليها، وليس فى حناجر مغنيها، ومقاتليها هم الشعب الصامد الصابر، الذى يتحمل الصعاب حتى تظل راية وطنه مرفوعة فى السماء، ولن يسمح أبدا بعودة لصوص الأديان الذين حاولوا السطو عليه فى الظلام، ولن يستحيب لدعاوى الفوضى والخراب، بعد أن عاش بنفسه أياما سوداء، ساد فيها الخوف والقلق والضياع، وتنفس الصعداء بعد أن استرد وطنه وتاريخه وحضارته، ويعلم جيدا أن المؤامرات تحيط به من كل جانب، ومن ذاق طعم الطمأنينة لن يخرج دعما لعصابات التطرف والإرهاب .
مصر وجدت نفسها فى أرواح مقاتليها، الذين يخضون حربا مقدسة ضد الإرهاب، ويسقط منهم شهداء أبرار عاهدوا الله على تطهير تراب البلاد من دنس الإرهاب، فهل يخرج أبناء الشهداء وزوجاتهم وذويهم، ليدعموا القتلة المجرمين الذين قتلوهم، بينما مطلبهم العادل هو الثأر والقصاص؟، وإذا خرجوا سيرفعون اصواتهم تصرخ فى الفضاء " لا إله إلا الله الإرهاب عدو الله"، وسيتحول غضبهم إلى نار تحرق الخونة والمتآمرين، فاحذروا الأحزان المكبوتة فى القلوب حتى لا تنفجر كالبركان .
مصر وجدت نفسها فى استعادة الروح الوطنية بين المسلمين والأقباط، وشكل خوفهم على الوطن حائط صد قوى، تحطمت عليه محاولات بث الفتن، وتمزيق النسيج الوطنى المتماسك، ورفض شعبها الزج به فى الصراع المذهبى بين السنة والشيعة، الذى يحرق بلدانا ويحولها إلى أنقاض، ورفع المصريون راية الوسطية والتسامح والتعايش الآمن الهادئ .
مصر هى المحراب والجنة الكبرى، وحلفنا - كما فى قصيدة الرائع إبراهيم ناجى -أن نولى وجهنا شطر حبها .