القوى دائما يشعر بغيره ويحنو إليه، لأنه لا يهاب نجاحا وقوة أحد مهما كان، وتجده سليم النوايا جرىء فى آرائه، قليل الكلام، صبور مثابر صاحب مبدأ يدافع عنه حتى النهاية، يعمل فقط لأنه يدرك تماما أن العمل وحده هو سر مكانته، على عكس الضعيف الذى دائما ما تجده يشعر بالدونية وتجده مهاجما للجميع وهداماً لكل إنجاز لا يرى أو يعترف أبدا بنجاح أحد، ولا يتمناه أبدا لغيره حتى وإن كان من الأقربين كثير الكلام والسباب بلا أفعال، سيئ النوايا، آراؤه دائما وأبدا تحمل صفة النعت والنقد والهدم دون تقديم أدنى حلول، لذا تجده غالباً ضعيف النفس بلا مبادئ أو قيم.
النوع الأول- وهو القوى- نادر الوجود فى زمننا هذا، بينما النوع الآخر-وهو الضعيف– متوفر وبكثرة فى هذه الأيام، لذا نرى يومياً الانحطاط الأخلاقى متجسداً أمام أعيننا فى أبهى صوره، الشىء الذى يسوقنا إلى الصدمة فى شخوص كنّا نظنهم شخوص.